خلال السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة الزواج الجماعي مع ازدياد الأوضاع الاقتصادية سوءاً. بنظرة على بعض الإحصاءات الرسمية للدول العربية حول نسبة الفتيات غير المتزوجات، يتضح أنّ أحد أهم أسباب هذه الظاهرة هو غلاء المهور ونفقات الزواج الباهظة وعادات بعض العائلات المرهقة مادياً للباحث عن فرصة للزواج. وتمثّل فكرة العرس الجماعي شكلاً من أشكال المساهمة الفعّالة في زواج الشباب والفتيات من قبل الحكومات والمنظمات، بل تمثل حلاً عصرياً لمشكلة ارتفاع النفقات في ظلّ تدني دخل اليد العاملة. اللافت أنّ حفلات الزواج الجماعي لم تعد تقتصر على تحمّل تكاليف الزفاف فقط، بل إنّ هناك الكثير من فاعلي الخير وحتى الشركات التي تقدم مبالغ نقدية للعرسان لمساعدتهم على بداية حياتهم الزوجية. ولكن ما هي فائدة العرس الجماعي من الناحية العلمية والنفسية على المتزوجين؟ وما هي سلبياته؟ وهل فعلاً يؤثر في نفسيات المرتبطين؟ في تحقيقنا اليوم الكثير من الحقائق والمعلومات حول الفكرة وتبعاتها علمياً. بحسب الخبراء، فإن لحفلات الزواج الجماعية فوائد كثيرة أبرزها تعزيز روابط التعاون والتآخي بين أفراد المجتمع بل تحطيم الحواجز الاجتماعية عبر المساهمة في حلّ أزمة العنوسة وزرع قيم التضامن وتقليل كلفة متطلبات الزواج من شراء شقة وشبكة. كما يؤكد علم الاجتماع على أهمية الزواج الجماعي لناحية تقبّل الشباب الحياة البسيطة، إذ يعدّ أيضاً أحد الحلول العملية لمشكلة تأخّر الزواج. وتسهم الفكرة في علاج ظواهر اجتماعية ودينية متعدّدة منها: -    إظهار سنة الأنبياء والتأكيد على اتباعها. -    توجيه الشباب إلى الزواج وتكوين أسر مستقرة. -    تذليل العقبات المادية التي تعترض المقبلين على الزواج. -    غرس المفاهيم التربوية والخلقية التي تسهم في بناء مجتمع تتضمّنه أسر صالحة. في المقابل، يعتبر علماء نفس أنّ الزواج الجماعي يؤثر سلباً في نفسية المرتبطين بخاصة الفتاة. ويختلف الزواج من حيث القبول الاجتماعي من منطقة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر. هناك مجتمعات تفاخر به وتتنافس على إقامته فيما ترفضه مناطق أخرى، معتبرة أنّ الزواج لا يكتمل إلا إذا شعر الرجل برجولته وبأنّه سيد الموقف ليلة العرس. وكذلك الأمر بالنسبة إلى العروس التي لا بد من أن تعتبر نفسها نجمة الحفل في هذه الليلة، فمتى شاركها أحد عرسها، ولّت الرهجة. ختاماً، لا بد من الإشارة إلى أنّ نجاح الزواج الجماعي في بعض العائلات يكون وفق مستوى دخل الأفراد وثقافتهم. فكلما كان المستوى الثقافي والمادي للأفراد المقبلين على الزواج متقارباً، كانت نسبة النجاح أعلى، ناهيك بأهمية التفاهم الذي يعد سبباً إضافياً لنجاح فكرة الزواج الجماعي وديمومتها.