يعلم أغلب الناس مدى أهمية التغذية السليمة أثناء الحمل، ولكن من الضروري أيضاً إدراك أن تناول الطعام الصحي بعد إنجاب طفلك يتمتّع بالقدر نفسه من الأهمية. ومع اقتراب عيد الأم، يقدم مركز "رايت بايت" (Right Bite)، المتخصص في إستشارات التغذية وتقديم الطعام الصحي، بعض النصائح الغذائية عن فقدان الوزن في فترة ما بعد الحمل. وفي هذا الصدد، تؤكد هلا أبو طه، اختصاصية تغذية من "رايت بايت" وتعمل بشكل وثيق مع الأمهات الحوامل والمرضعات، على أهمية حصول الجسم على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها لتعزيز الطاقة الضئيلة المتبقّية لديك كونك أمّاً جديدة. وفي حين لا يتأثّر حليب الثدي عموماً بأي نوع معين من الطعام، إلا أنّه إذا لم يحصل الجسم على الكمية المطلوبة من العناصر الغذائية، سيبدأ باستخدام ما كان يخزّنه. ويساعد تناول الطعام الصحي على محاربة حالات الإرهاق وتقلّب المزاج التي ترتبط بمراحل الأمومة الأولى. وأشارت أبو طه إلى "أنّ الأعراض الأكثر شيوعاً التي تظهر لدى الأم الجديدة هي التعب والاكتئاب. ولحسن الحظ، هناك مجموعة متنوعة من الأطعمة التي يمكن أن تساعدكِ في مكافحة هذه الأعراض. وتزيد الكربوهيدرات المعقدة مستويات السيروتونين في الدماغ، وهو الهرمون الذي يتحكم في مزاجكِ. ولذلك، تكون أفضل طريقة لمحاربة التعب بتناول وجبات خفيفة صغيرة غنية بالكربوهيدرات المعقدة مثل الفواكه المجفّفة ودقيق الشوفان واللبن الزبادي والحبوب الغنية بالألياف. أمّا الفيتامين B3، فيلعب دوراً أساسياً في عملية التمثيل الغذائي للطاقة. وتُعتبر الأطعمة مثل لحوم البقر والفاصوليا المجففة والدجاج والسمك وسيلة جيدة للحصول على فيتامين B3 في نظامك الغذائي. ويُعدّ الزنك من المعادن المهمة الأخرى التي تدعم العمليات المختلفة في الدماغ والجسم. وقد يؤدي نقص الزنك في النظام الغذائي إلى سرعة الانفعال والاكتئاب. وتشمل الأطعمة الغنية بالزنك البيض والسمك واللبن". وأضافت: "يرتبط النقص في الفيتامين C على غرار الزنك بالاكتئاب. ويمكن زيادة تناول الأطعمة مثل البازلاء والتوت المساهمة في الحد من الاكتئاب. إن إضافة وجبات الطعام الغنية بالكالسيوم قد تساعد في تجنب الاكتئاب والقلق. ومن أفضل الأطعمة الغنية بالكالسيوم اللبن والجبن والسردين مع العظام والحليب وسمك السلمون مع العظام وبذور السمسم أو العصائر المدعمة بالكالسيوم. والأهم أن تتذكّري أنّك بحاجة إلى تناول الطعام! ليس هذا الوقت المناسب لاتباع نظام غذائي صارم، فجسمكِ يحتاج لقدر كافٍ من الطاقة والعناصر الغذائية المناسبة خلال هذه الفترة، ومن الضروري أن تعرفي أنّه يمكنكِ فقدان الوزن من خلال تحقيق التوازن بين وجبات الطعام لا من خلال تناول كميات أقل من الطعام. ومن المهم أيضاً مراقبة الساعة؛ تناولي شيئاً كل ثلاث أو أربع ساعات لمساعدتك على الحفاظ على مستويات ثابتة من السكر في الدم والطاقة طوال اليوم". وحول النصيحة التي يمكن أن تقدّمها حول كيفية فقدان الوزن بطريقة صحية بعد الإنجاب، علّقت أبو طه قائلةً: "لا يكفي أن تتناولي الأكل الصحي ليعود وزنك كما كان عليه وتفقدي الكيلوغرامات الإضافية التي اكتسبتها أثناء الحمل. وتحاول أمّهات كثيرات خسارة الوزن بشكل كبير في فترة قصيرة، ولكن إذا قمت بذلك ستشعرين بالاكتئاب والإحباط، ولن تستطيعي الاستمرار في ذلك، وسيبقى الوزن الإضافي الذي اكتسبته في الحمل لفترة أطول. يذكر أنّه بعد الولادة، تحتاج الأم إلى 400 سعرة حرارية إضافية في اليوم إذا كانت تلجأ إلى الرضاعة الطبيعية.

أمّا إذا كانت تلجأ إلى الرضاعة الطبيعية فقط أو تعطي الطفل حليب الأم فقط، فستخسر المرأة بين 400 إلى 600 سعرة حرارية في المتوسط، ما يعني ببساطة أنّ الرضاعة تساعدك على خسارة الوزن. ولكن من الضروري أيضاً التأكد من أن نظامك الغذائي يتماشى مع احتياجاتكِ الجديدة. وليس من الضروري أن تكون المرأة مستعدّة لممارسة التمارين الرياضية قبل مرور 6 أشهر على ولادة طفلها، لكن ما أن يسمح لها الطبيب بذلك، سيكون المشي خياراً رائعاً! كما يساعد التدريب على رفع الأثقال بشكل كبير على تسريع عملية التمثيل الغذائي الخاص بك. وخلال الأشهر الستة الأولى من ولادة الطفل، لا يُنصح باستخدام المعدات الرياضية التي قد تكون مؤذية". للمزيد: النظام الغذائي المتوازن يُغني الحامل عن الفيتامينات؟ الرياضة مفيدة خلال الحمل؟ 15 نصيحة للحدّ من آلام الظهر