"يمكن أن نحكم على عظمة أمة ما وتطورها الأخلاقي من خلال طريقة معاملتها للحيوانات" تروى هذه العبارة على لسان المهاتما غاندي. ولكن كيف يمكن شرح ذلك؟ في الحقيقة إن القيم والأخلاق تظهر على حقيقتها عند تعاملنا مع من هم أضعف منا، العاجزين عن التعبير، ومن هم بحاجة إلى مساعدتنا. تقاس أخلاقك في أي شيء فعلاً بالطريقة التي تنظر فيها لمن لا يملكون ما لديك، ومن يمكنك أن تستقوي عليهم بحكم نفوذك أو تفوقك، أو حتى بحكم أنك إنسان وهم حيوانات غير عاقلة ولا ناطقة ولكنها تملك المشاعر التي تحركها طيلة حياتها. منذ أيام تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يقوم به شباب مصريون بقتل كلب مقيد في عمود كهرباء عبر طعنه عدة مرات، الحادثة المروعة بُررت بأن هؤلاء ينتقمون من الكلب الي عضهم وهو يدافع عن صاحبه. فهل أخطأ الكلب بالدفاع عن صاحبه أمام اعتداء محتم؟ وهل أصبحنا نستوقي ونثأر من الكلاب؟ وهل كان ينبغي أن يقتل بهذه الطريقة البربرية؟ بالمقابل، يمكن أن نصادف خبراً عن هذه العجوز الصينية، واسمها وانغ، التي تستيقظ يومياً من الرابعة فجراً لتطعم الكلاب في مأوى قامت هي وجيرانها بتأسيسيه عام 2009 لإطعام الكلاب المشردة وإنقاذها من الجوع والموت في منطقة شانغ زي. هذه الراعية عمرها ستون عاماً وهي مع رفيقاتها وهن خمسة سيدات من عمرها، يجمعن التبرعات ويقدمنها لجعل هذا المكان ملجأ دائما لأكثر من ألف وثلاثمئة كلباً، يوفرون لهم يومياً 400 كيلو من الطعام، عادة ما يكون خبزاً مع الماء. فضت وانغ ليلة رأس السنة الصينية مع كلابها تستأنس بهم، عن ذلك تقول "إنهم مثل أطفالي، لا يمكن أن أحتمل الابتعاد عنهم أو القسوة عليهم". وتعترف "إنهم ليسوا دائماً مرحين وسعداء، كالبشر تمر عليهم لحظات من الغضب والتذمر، أحياناً يعضون أو ينبحون أو يخرمشون، وهذا طبيعي". وعلى جانب آخر من هذا العالم، يمكن أن نقرأ عن كلاب الأثرياء، وهؤلاء يمكن أن تري صورهم على حساب مخصص في انستغرام @richdogsofig يظهر كيف يدلل الأثرياء في العالم كلابهم. تعرض الصور كلاباً تعيش حياة البذخ، في منتجعات أو في حالة استرخاء نعيمية أو بإكسسوارات ومجوهرات تساوي وزن الكلب ذهباً. هذه ثلاث حالات يقسو فيها الإنسان ويتجنى على كائن لا يستطيع الدفاع عن نفسه، أو يتبرع فيها بطعامه ويستيقظ من الفجر ليسد جوع كلاب بحاجة إلى من يعتني بها، أو يبالغ فيكسوها مجوهرات ويتباهى بذلك على انستغرام.. فما رأيك بكل حالة؟