لا شك ان الأم هي صانعة الأجيال ومربية الأبناء، وهي ليست نصف المجتمع بل هي المجتمع كله فهي الأم والزوجة والأخت والابنة، واستقامتها تعني استقامة الأسر بل المجتمع بأسره وكل الجيل. إلا أننا ابتلينا في عصرنا اليوم ببعض الأمهات اللاتي فقدن هذا المعنى وتلك الخصال، من بعض المطلقات اللاتي زين لهن الشيطان الطلاق على أنه حرية وانطلاق وأن من حقها أن تسهر أو تصاحب من صديقات السوء من تشا، وتدخل وتخرج بأي وقت من بيت الأولاد وان من حقها السفر مع من شاءت وقتما شاءت غير مبالية بوجود أبناء وبنات مراقبين لسلوكها ويتأثرون بما تفعله. وينشأ عن هذه السلوكيات كوابت وآلام نفسية لدى الأبناء خاصة لو كان الابن شابا بلغ من العمر 17 عاما وهو يرى بعينه ويسمع بإذنه مراهقة أمه التي من المفترض أنها قدوة له. يقول الابن: لا أدري يا سيدي كيف أتصرف مع أمي إنها تعيش بعد طلاقها من أبي منذ 7 سنوات مراحل مراهقة رغم ان عمرها 41 عاما، ولا تراعي وجود أختين لي الأولى عمرها 12 عام والثانية 14 عاما يرين ويسمعن كل شيء. سألته : ماذا يسمعن؟ قال: يسمعن أمي تتحدث لساعات طويلة من الليل مع رجال لا نعرفهم ويعلو صوت ضحكاتها وطبعا مغلقة على نفسها باب الغرفة، وتظن اننا نائمين أو ملتهين بالمذاكرة ولكننا نعرف كل شيء وتعبنا من هذا الوضع، لقد اضطررت لتتبع حساب امي على الفيس بوك ودخلت معها باسم مستعار وكأني من المعجبين وفي أقل من يومين أرسلت لي صورتها وهي شبه عارية. وطلبت تسمع محادثتي وبالطبع لم افعل حتى لا تكتشف الحقيقة، والمشكلة الأكبر أنه لو تجرأ احدنا وعاتبها على سهرها وبعض تصرفاتها تقول في كل مرة : "اللي مش عاجبه تصرفاتي يروح يعيش مع أبوه أنا اللي أحاسبكم مش أنتم اللي تحاسبوني" قلت له : وأين والدك؟ قال: طبعا أبي لاهٍ عنا من يوم طلاقه لأمي وتزوج عدة مرات ولا يفكر يزورنا او يرانا إلا بالسنة مرة فمستحيل نجد عنده الأمان والاستقرار خاصة أن لدي أختين بنات . ثم أضاف قائلا: لم تقف المشكلة عند هذا الحد يا سيدي حيث انعكس أثر مراهقة امي على أختي البالغة من العمر 14 عاما بدأت تقلد أمي وصار لها أصدقاء شباب تكلمهم بل وتخرج معهم وإذا عاتبتها او منعتها من استخدام اللاب توب أو الموبايل ترد قائلة: " أمي هي المسئولة عني ولست انت". وإذا اشتكيتها لأمي قالت : "سيب اختك لسا صغيرة وبكره تفهم وتعقل" .. لامبالاة و عدم مسئولية بتاتا عند أمي . بالإضافة أنني كدت من كثرة التفكير والضغوط أفشل بدراستي بسبب معايرة بعض أصدقائي لي فبعضهم يعرف مراهقة أمي لأنهم يرون صورها على الفيس بوك والانستغرام وبعضهم يعرف أن اختي تكلم شباب لذلك صرت أتغيب عن المدرسة حتى لا أسمع تعليقاتهم . ولا أدري ما الحل يا سيدي؟ الجواب: ما حكيته يا ولدي مأساة كبيرة بكل ما تحمله الكلمة من معان، فالأم تسمى بالشرع بعد الطلاق بالحاضنة، وكلمة حاضنة أي الراعية المحتضنة لأبنائها المسئولة عنهم تربويا ونفسيا ولذا أعطاها الشرع الحق في نفقة للمحضونين وسكن للحضانة مؤثث ومناسب وأجرة حاضنة. وأصبح كل الحمل المادي من تعليم وعلاج ومواصلات على الأب المطلق، لكن مع الأسف نجد بعض الأمهات تخلين عن دورهن لتعيش الأم حياتها لنفسها ونزواتها ومراهقتها، لكن ماذا يفعل ابن مثلك دخل في مرحلة الشباب؟ إن دورك يا ولدي –ولأنها أمك- بحكم الشرع والدين دورك فقط هو النصح والإرشاد بكل أدب وخلق ولا تيأس من تلك المحاولات معها، ودورك مع إخوتك البنات ان تحتضهن وتصادقهن لتكون الأخ والصديق والأب والأم أيضا بأسلوب راق جذاب تفهم منه أخواتك انك تحبهن ولا تريد إلا حمايتهن ورعايتهن. لا تضع نفسك موضع الخصم مع اخواتك بل صاحبهن وأخرج معهن واجلس معهن كصديق وأخ حنون فهذا قدرك ان تكون الوالد والأخ بل والأم أيضا بهذا البيت في وقت تخلت فيه الأم عن دورها . وإياك ان تهمل بدراستك أو تتأثر بمن حولك ، فلا تزر وازرة وزر أخرى ولا ذنب لك في تصرفات من حولك حتى لو كانوا من عائلتك، ومن لا يتفهم ذلك من أصدقائك ويحاسبك على أخطاء غيرك فلا تصاحبه وتجنبه وصاحب من يحبك ويعرف خلقك والتزامك وعليك بأداء العبادات والقرب من الله والدعاء لأسرتك بالهداية، وخاصة أمك ولا تعجز بل استعن بالله وسوف يفرج عنك عما قريب، اقترح عليها إن أرادت الزواج فلتتزوج وانه لا مانع لديك كابن اكبر من زواجها من رجل صالح يحميها ويعوضها أفضل من هذا الوضع وتلك الشبهات. تقرّب منها وصادقها هي أيضا لتعلمها ما كان ينبغي عليها هي ان تعلمه لك. لكن دون تجريح او إساءة ففي النهاية هي امك وربما ما تفعله من مراهقة - وإن كان ليس عذرا- كان بسبب تراكمات نفسية بينها وبين والدك ، لذلك علينا أن نصبر عليها ونحاول التقرب والنصح والمصاحبة لعل الله ان يهديها ويرشدها للصواب. اقرأي أيضا: قصة واقعية: حماقة زوجان يعيشان في الجحيم قصة واقعية: عندما يتزوج متزمت من منفتحة هل تحبين أغراضك؟ إذن لا تتخلصي منها