انتهت فعاليات مهرجان قصر الحصن 2015، السبت، وقد شهد هذا العام إقبالاً من قرابة 120,000 زائراً شاركوا في تجربة تراثية فريدة في قلب أبوظبي الثقافي. وعلى مدى 11 يوماً، تمكن الزوار من الاستمتاع بالفعاليات والأنشطة والعروض وورش العمل المميزة، احتفالاً بالتراث العريق والهوية الإماراتية الأصيلة في مشهد يحكي قصة تطور أبوظبي، إذ حظي الزوار بفرصة زيارة قصر الحصن والتعرف على أقسامه الداخلية. يعد قصر الحصن رمزاً لنشأة أبوظبي في أواخر القرن الثامن عشر، ومقراً لإقامة أجيال متعاقبة من أسرة آل نهيان، حكام أبوظبي، وشاهداً على تطور المدينة عبر السنين. وجاء مهرجان قصر الحصن الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة سنوياً ليحتفل بالحصن وما يمثله من قيمة معنوية ومادية للهوية الإماراتية وثقافة أبوظبي وتقاليدها. وقال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: "كشف توافد الزوار إلى مهرجان قصر الحصن طوال الأيام الماضية عن الأهمية الكبيرة لقصر الحصن لدى أهالي أبوظبي والإمارات عموماً بصفته رمزاً لتاريخنا العريق. وكان المهرجان مناسبة مهمة للاحتفال بموروثنا الثقافي وإعادة تقديمه بشكل حي يمزج بين الأطر التقليدية والمعاصرة، فقد عاش الزوار تجربة حقيقية لأسلوب الحياة القديم بكل جمالياته وتحدياته". وأضاف: "لقد حقق المهرجان هذا العام هدفاً محورياً بتركيزه على نقل التراث إلى الجيل الجديد الذي لم يعايش الحياة التي عرفها أجدادنا، حيث أسهم برنامج قصر الحصن في إشراك المتطوعين من طلبة الجامعات في التعريف بالتاريخ القديم والحرف التقليدية عبر الفعاليات المختلفة للمهرجان، إلى جانب استقبال المهرجان لعدد كبير من طلاب المدارس لخوض تجربة تراثية تفاعلية تعليمية شاملة. وبذلك، فقد لعب المهرجان دوراً فعالاً في التعريف بأهمية المحافظة على إرثنا المادي ونقل إرثنا المعنوي وضمان تواتره عبر الاجيال". واستقطبت الجولات التعريفية في الحصن آلاف الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات، حيث تعرفوا على تاريخ الحصن وأعمال الترميم الجارية فيه، بالإضافة إلى زيارة مبنى المجلس الاستشاري الوطني. كما أبدى زوار المهرجان اهتماماً كبيراً بمناطق المهرجان الأربعة والتي تحاكي البيئات الطبيعية في إمارة أبوظبي من صحراء وبحر وجزيرة وواحة، فقد تم في كل منطقة عكس عناصر التراث التقليدي والحديث بطريقة فريدة. كما مكنت الأنشطة والعروض الحية التي أقيمت في مبنى المجمع الثقافي الزوار من إحياء ذكرياتهم المرتبطة بهذا المبنى. وعكس معرض قصر الحصن أهمية هذا المعلم من خلال سرد سياقه التاريخي عبر السنين. وكجزء من المعرض، اطلع الزوار من خلال فيلم توثيقي على شهادات شفهية لأشخاص كان لهم دور مهم في تواتر قصة الإمارات من جيل إلى جيل. واحتفل المهرجان بالتراث الحديث في مبنى المجمع الثقافي من خلال استضافته لسلسلة من الأنشطة التفاعلية التي استرجعت ذاكرة الزوار وأعادت الحياة إلى المبنى. واستقطبت ورش العمل الفنية والحرفية مئات الأطفال من مختلف الأعمار، في حين شهدت مدرجات المسرح الخارجي للمجمع الثقافي إقبالاً كبيراً على العروض الحية للأغنية الشعبية الإماراتية وبرنامج "سينما إماراتية". وحرصاً منه على إشراك طلبة المدارس، استقبل المهرجان قرابة 3000 طالباً وطالبة من مدارس إمارة أبوظبي للمشاركة في الجولات التعريفية من خلال رحلات مدرسية منظمة، والتي أتاحت لهم فرصة التعرف على مبادرات التطور الثقافي للعاصمة والتقنيات المستخدمة في المحافظة على الحصن. وقد لعب برنامج سفراء قصر الحصن دوراً محورياً في تعزيز الجهود الرامية إلى التواصل مع الأجيال الشابة من خلال رفع مستوى الوعي بينهم حول التاريخ والتقاليد والثقافة الإماراتية. وشهد البرنامج اقبالاً كبيراً حيث وصل عدد الطلبة المسجلين إلى أكثر من 250 طالباً وطالبة. وقد خضع السفراء إلى تدريب مكثف قبل المهرجان، زودهم بمهارات التواصل مع الزوار ومكنهم من سرد التراث الثقافي والتاريخي الغني للإمارة في جميع أرجاء المهرجان. ويمثل السفراء المشاركون 10 جامعات في الإمارة تشمل: جامعة زايد، جامعة الإمارات العربية المتحدة، كليات التقنية العليا، جامعة باريس السوربون – أبوظبي، جامعة الحصن، كلية الإمارات للتطوير التربوي، جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، جامعة خليفة، جامعة أبوظبي وجامعة نيويورك-أبوظبي. ولعبت بعض المؤسسات الثقافية المحلية دوراً مهماً في الترويج لمهرجان قصر الحصن وسرد تاريخ أبوظبي وتسليط الضوء على الموروث الثقافي للدولة، من خلال معارض تعليمية شملت المعرض التاريخي للأرشيف الوطني الذي سرد تاريخ أبوظبي وقصر الحصن، ومعرض "لئلا ننسى" الذي عرضته مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان والذي عرف الجمهور بالتراث الحديث، إضافة إلى المكتبة الوطنية من خلال عرض كتب ومؤلفات تراثية، وtwofour54 الذي أتاح تجربة تفاعلية مع الجمهور. كما شاركت كل من دائرة النقل في أبوظبي وهيئة الطرق والمواصلات في دبي من خلال حافلاتهم التي حملت شعار المهرجان. وجاءت مشاركة هذه المؤسسات في المهرجان لتعزز دور قصر الحصن في المشاركة المجتمعية. كما تمكنت هيئة البيئة – أبوظبي ومستشفى أبوظبي للصقور من استعراض التراث الطبيعي للإمارة والتنوع البيولوجي الفريد الذي تتمتع به وذلك من خلال مشاركتهما في المهرجان هذا العام.