إذا شعرنا بقليل من السخونة وبدأت الانفلونزا تتسرب إلى أجسادنا فإننا نهرع إلى الطبيب أو الصيدلية. وإذا جرح أحدنا فإنه يذهب إلى صندوق إسعافاته الأولية الصغيرة ويطهر الجرح ويعقمه لكي لا يتفاقم. فكيف إذن لم نتعلم أبدا أن نضمد جروح العقل والقلب والنفس؟ لا بد أن هناك طريقة ما للمحافظة على الصحة النفسية. فماذا نعرف عن ذلك؟ في إننا الحقيقة لا نعرف شيئاً. لأننا نقضي وقتا طويلا في العناية بأسنانا أكثر من عقلنا، فلماذا تكون صحة اجسادنا بالنسبة لنا أكثر أهمية من صحتنا النفسية؟ ماذا عن تطبيب مشاعر مثل الحزن الألم والذنب والخسارة والوحدة والندم والفشل وفقدان عزيز ومفارقة حبيب. كلها آلام كبيرة فكيف نقدر عليها وحدنا. في الحقيقة إننا نتركها حتى تتفاقم وتقود إلى مشاكل أخرى. فهل تفضلين جسدك على نفسك وعاطفتك؟ وهل يمكن أن تعاملي الاثنين بعدل؟ في الحقيقة إن صندوق الإسعافات الأولية يحتوي الكثير من الأمور العملية والممكن الحصول عليها فعلاً وأنت تمرين بتجربة نفسية قاسية. تحتاجين أولاً إلى لحظة فارغة، بلا تفكير في أي شيء، تحتاجين إلى حمام ساخن وموسيقى وأن تفكري فقط في أن تنامي بعمق. عند الخروج من حمامك الساخن تجنبي التحدث إلى أحد كي لا تتكملي على نحو تندمي عليه او تقولي شيئا لا ترغبين بإفشائه فتزيد حالتك تعقيدا. اذهبي إلى المطبخ الآن وأعدي كوباً من اليانسون الساخن وقومي بتحليته بالعسل. اذهبي إلى سريرك وأفتحي على موسيقى تحبينها او فيلم ديزني لطيف وخفيف لا يتطلب التفكير والتعمق فأنت لست في حالة تسمح باستفزاز عقلك، إن كنت تحبين قراءة المجلات الخفيفة أو الروايات المسلية فلا بأس من تمريرها وانت في هذه الحالة. أينما جلست ضعي شمعة برائحة الخزامى المهدئة للأعصاب. في اليوم التالي قومي بالأمر نفسه وأضيفي إليه الاتصال بأعز صديقة أو تحدثي لوالدتك أو اختاري شخصا تثقفين به لتتحدثي عن مشاعرك. يمكنك أيضا كتابة ما حدث معك وما هو مؤلم فيه، ولا تمنعي نفسك من البكاء المهم أن تعبري عن كل ما يجول في رأسك. هذه هي دفعة التعبير الأولى للتخلص من المشاعر السيئة. في اليوم التالي، كرري الكتابة وفكري في الموضوع مرة أخرى واكتبي أفكارك الجديدة وكرري الأمر كذلك في اليوم الثالث. بعد اليوم الثالث تكوني قد كتبت عن كل مشاعرك السيئة ويتبقى عليك الآن التفكير في الأمر بهدوء بعيدا عن الانفعال. أرجو أن تأخذي أمر الكتابة بجدية، فهي وسية تعبير وتفكير وتفريغ في آن واحد. بهذه الطريقة عزيزتي تكونين وكأنك وضعت مطهرا على الجرح النفسي، فلم تسمحي للمشاعر السيئة أن تظل حبيسة في الداخل وتتفاقم. الآن حاولي تدارك أن تسوء حالتك اقرأي رسائل قديمة تحبينها وصلتك من أشخاص تحبينهم، ابدئي في الخروج إلى المقهى والتنزه في الحديقة العامة. ابقِ على هرمون السعادة الأدرينالين مرتفعا من خلال الرياضة والرقص والأكل الصحي، إياك أن تهملي أكلك عند الاكتئاب، إذا لم ترغبي بتناول الطعام فأكثري من العصائر الطازجة في البيت. اعصري عصير طماطم وجزر وبرتقال. غيري ملابسك ولا تظلي بالبيجاما، ارتدي فستانا وصففي شعرك وضعي مكياجك واهتمي بنفسك. إذا ساء شكلك ساءت حالتك. أعرف انك في مزاج صعب، لكن هذه إسعافات أولية عزيزتي تماما كما تضعين ضمادة على جرح أصبعك. اقرأي أيضا: شاهدي هذا الفيديو: هل الأمهات أنواع ؟ بيوت غريبة ومدهشة