نتواجد في محيط العمل هذه الأيام أكثر مما نتواجد بين أهلنا في البيت وعلى الكنبة المريحة أو السرير الوثير. نجلس ساعات طويلة ونحدق في الشاشة، متناسين أثر ذلك على العيون والظهر والساقين والرسغين وتلك النقاط الصغيرة التي تتسبب في التوتر في جسدنا إن لم ننتبه للضغط عليها.

هذه مجموعة من النصائح لكي تحمي نفسك وجسدك أثناء العمل، لأن تجاهله يجلب لك متاعب عصبية واحتراق نفسي وآلام في الرقبة وربما ديسك في الظهر والتهاب في الرسغ. انتبهي وخذي الأمر بجدية.

مشاكل العيون غالباً ما يعاني موظفو العمل المكتبي من احمرار العين وزيادة إفرازات الدموع بها بسبب الجلوس أمام شاشة الحاسوب لساعات طويلة.

ولتجنب حدوث ذلك، ينصح بأخذ فترات راحة بانتظام مع إراحة العين بممارسة بعض التمارين البسيطة، مثل التمرين التالي: يقوم الموظف بمد ذراعيه إلى الأمام ورفع إصبعي الإبهام إلى أعلى على مسافة 3 سنتيمترات فيما بينهما. وبعد ذلك، يقوم الموظف بتثبيت نظره إلى إصبعي الإبهام لبعض الوقت، ثم تثبيت النظر إلى نقطة بعيدة؛ حيث يسهم هذا التمرين في استرخاء العين.

وكتمرين آخر، يمكن للموظف الجلوس باسترخاء بإرجاع ظهره إلى الوراء وغلق عينيه، ثم يقوم بضم الحاجبين بأطراف أصابعه، على أن تتجه الحركة من الداخل إلى الخارج. وكتمرين ثالث، يمكن للموظف فرك راحتي يديه مع بعضهما البعض لإحمائهما، ثم سند الكوعين على المكتب ووضع راحتي اليدين على العينين، ثم أخذ شهيق وزفير عدة مرات. وفي الختام، يتم رفع راحتي اليدين وفتح العينين مع الرَمش.

مشاكل الظهر يتسبب الجلوس لمدة طويلة أثناء العمل في الإصابة بمشاكل الظهر. ولتجنب ذلك، تنصح الهيئة الألمانية للسلامة والصحة المهنية بالجلوس بشكل صحيح وممارسة بعض الأنشطة الحركية أثناء ساعات العمل.

الجلوس الصحيح: ينبغي أولاً التأكد من أن المقعد مناسب، بحيث يصل مسند الظهر على الأقل إلى لوحي الكتف، بينما يكون ارتفاع المقعد مناسباً عندما تلامس القدمان الأرض تماماً. ومن المهم أيضاً إراحة الذراعين على المساند المخصصة لهما من حين إلى آخر، وذلك لتخفيف العبء عن الأكتاف.

وعن وضعية الجلوس السليمة على المقعد، فينبغي أن يأخذ العمود الفقري وضعه الطبيعي أثناء الجلوس، والمعروف باسم حرف S المزدوج، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال إمالة الحوض إلى الأمام قليلاً، ما يساعد على انتصاب القفص الصدري وتمدد الفقرات العنقية.

وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي عدم البقاء في نفس وضعية الجلوس لساعات طويلة؛ حيث قد يؤثر ذلك سلباً على الجهاز العضلي والدورة الدموية والأقراص الفقرية.

الحركة أثناء العمل: الحركة خلال العمل تبدأ أثناء الجلوس، وهو ما يسمى بالجلوس الديناميكي، وهو ما يتحقق مثلاً من خلال أرجحة الحوض إلى الأمام والخلف مع تحميل الوزن على الأرداف بالتناوب، مع دفع القفص الصدري إلى الأمام والخلف وعلى الجانب، هذا بالإضافة إلى إطالة فقرات الرقبة بإمالة الرأس إلى الخلف من وقت لآخر.

كما أن تحريك الخصر في حركة دائرية أثناء الجلوس يحارب الوضعيات المتصلبة. ويساعد دفع الظهر باتجاه المسند الخلفي على استرخاء العمود الفقري.

واستكمالاً للجلوس الديناميكي، ينبغي ممارسة المزيد من الحركة من آن لآخر أثناء العمل، فمن الممكن مثلاً وضع الطابعة على مكتب بعيد نوعاً ما والذهاب إليه عند الحاجة. ومن الممكن أيضاً الوقوف أثناء قراءة البريد وأثناء الاجتماعات القصيرة.

كما يمكن أيضاً ممارسة بعض التمارين أثناء الجلوس على المكتب، مثل تدوير الأكتاف ونفض الذراعين وإطالة الأصابع وممارسة تمارين الشد والإطالة أثناء فترة الاستراحة في وضع الوقوف.

وبالإضافة إلى ذلك، يعد الذهاب إلى العمل بالدراجة بدلاً من السيارة واستخدام الدرج بدلاً من المصعد الكهربائي تعويضاً جيداً عن ساعات الجلوس الطويلة.

الاسترخاء أثناء العمل من أجل الصحة النفسية والبدنية في بيئة العمل يُنصح الموظفون الذين لا يمكنهم أخذ فترات راحة، بممارسة بعض التمارين البسيطة، التي تساعد على الاسترخاء أثناء العمل.

يمكن لهؤلاء الموظفين مثلاً شد كل عضلات اليد لبضع ثوانٍ ثم إرخائها، وتكرار ذلك مع كل من عضلات القدمين وعضلات البطن.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن شد الأكتاف برفعها إلى أعلى؛ ثم إرخائها بإنزالها إلى أسفل، مع تكرار هذا التمرين بضع مرات للتخلص من التوتر العصبي سريعاً.