في الظاهر لا يبدو أن علاقتكما تشكو من شيء، أنتما متحابان فعلاً وتعشقينه وهو يعشقك. لكن أحد منكما يسيء للآخر عاطفياً وتظهر هذه الإساءات فجأة عند أبسط خلاف. تشعرين معه أن علاقتكما الجميلة مهددة دائما من شيء ما، وربما يشعر هو أيضا بسببك بالأمر نفسه. حين تختلفا أو تتشاجرا فأنكما تتحولا فجأة إلى عدوين، متجاهلين كل الحب الذي يجمعكما، هذا يا عزيزتي هو ما نسميه الإساءة العاطفية، وهي لا تقل ألما عن الضرب والشتم والأذى على اختلاف صنوفه، والذي للأسف يمارسه الواحد منا تجاه من يحب بهدف التملك. وإليك عدة مظاهر للإساءة العاطفية والتي ما أن شعرت بها عليك أن تضعي لها الحد. سواء كنت أنت من يمارسها، أو كان هو من يمارسها بحقك. أولاً: أن يهدد الشريك شريكه بأن ينتحر أو يؤذي نفسه أو يؤذي نفسه فعلاً أمام الآخر. إنها أبشع طريقة لاستغلال التعاطف فينا، وضمان أن الآخر سيظل معنا خوفاً علينا من أن نفعل شيئاً نؤذي فيه أجسادنا. ربما سيظل الزوجان مع بعضهما في هذه الحالة، لكن السبب لن يكون الحب بل الخوف والرعب واستغلال أحدهما طيبة ومحبة وإنسانية الآخر. إن كنت تقومين بهذه الأفعال أو يقوم بها زوجك فعلى أحدكما إيقاف الآخر، لأن هذ العلاقة هي الجحيم، وأنصح أن تريا طبيبا نفسيا، لأن هذا يساعدكما في ترميم الجروح التي سببها أحدكما للآخر. ثانياً: التلصص والارتياب، إذا كنت من النوع الذي يفتش في حسابات زوجك على فيسبوك مثلا، أو تفتشين في هاتفه ففكري في موقفك لو فعل هو الأمر نفسه. إن الشعور بأن حبيبك يمارس تخوينك باستمرار ولا يثق فيك من أكثر الإساءات العاطفية التي تفقد المرء ثقته بالعلاقة. ثالثاُ: إشعار الآخر بالذنب وأن هناك الكثير من التضحيات التي لم يقدرها. إذا صادف وقصر في حقك أو قصرتِ في حقه فإن الواحد منكما لن يفوّت للآخر، بل إنه ينتظر منه أي زلة ليشعره بالذنب وأن التقصير كان مريعا، رغم كل شيء انت تتسامحين فعلاً إنما بعد أن تشعريه بالذنب. هذا النوع من التعامل يجعل شريك حياتك مرعوب نفسيا من أي زلة، وسيظل ضميره يؤنبه طيلة الوقت ولن يكون مرتاحاً في العلاقة. رابعاً: الشريك اللوام، لا يتوقف عن اللوم والعتب والتبكيت والتأنيب بطريقة سلسة أحياناً تبدو وكأنه يتحدث بهدوء وبساطة ورقة، لكنه كلام جارح في حقيقته، ولأنه لا يصرخ ولا يتكلم بعنف، انت لا تستطيعين اعتباره شجاراً هو مجرد كلام مؤلم يقوله بمنتهى الرقة ولكنه يقتلك. أرجوك وضحي له فوراً أن هذه الطريقة مرفوضة تماماً. عزيزتي إذا كانت هذه الحالات تحدث في زواجك أو علاقتك العاطفية فإن عليك أن تعيدي النظر في كيفية التعامل معها، أنصحك دائما باللجوء إلى الصراحة ولكن لا تتحولي إلى لوامة انت أيضاً. إن تنظيف الجروح دائماً أفضل طريقة لكي لا تتحول إلى عطب دائم. اقرأي أيضا: أفكار ممتعة لإحياء الفالنتاين في المنزل  أكثر المواقع رومانسية في الفالنتاين..من الأردن إلى زنجبار