القراء الأعزاء، أكثر حالات الطلاق اليوم ربما سببها تطلع الزوج لغير زوجته أو خيانتها أو معاكساته التليفونية أو بالإنترنت والفيسبوك لنساء أخريات، أما اليوم ولأول مرة بتاريخ الاستشارات الأسرية تأتينا زوجة لتنتقد زوجها لسبب غير متوقع لدينا ولم نسمعه من زوجة سابقاً، أتدرون فيما تنتقد الزوج؟ إنها تنتقد زوجها بأنه رجل مؤدب جدا خجول جدا لدرجة أنه لا ينظر للبنات بالأسواق ولا على الشواطيء ولا يعجب بواحدة جميلة على التلفزيون في فيلم أو إعلان تليفزيوني. قلت لها: ولكن هذه صفات جميلة تتمناها أي زوجة في زوجها، ألا تشعرين بالغيرة إذا نظر للبنات وغازل النساء ؟ فردت الزوجة الشابة قائلة: بالعكس ..أنا أحب الرجل الذي له نظرات للبنات وأحبه يحكي لي إعجاباته بهن ولا مانع عندي إطلاقا أن تكون له صديقات لأن إعجابه بغيري سيجعله يتحرك ناحيتي ويعجب بي أنا شخصيا وبجمالي . فسألتها: وهل هو لا يبدي إعجابه بك وبلبسك وزينتك ودلالك معه؟ قالت: بلى هو يعجب بي كثيرا ويغازلني دوما وغير مقصر معي بالمعاشرة الزوجية لكني أحبه (دونجوان روميو ) أي رجل ينظر ويغازل وله الحرية في ذلك، وفي نفس الوقت لا أريد منه أن يعترض على مغازلة الرجال لي بل يجب أن يفرح إن زوجته جميلة والكل يلتفت إليها. أنا أعطيته الحرية تماما وأريده أن يعطيني الحرية كذلك، وليس هذا معناه يا سيدي أني لا أحبه أو أنه لا يحبني فالحب والزواج شيء وأما المغازلات والصداقات شيء أخر . فسألتها سؤال أخير: ماذا سيكون ردة فعلك وشعورك لو تقدمت فتاة أمامك وقبلًّت زوجك؟ فكان الرد الصادم المفاجيء منها أن قالت: سأتعلق به أكثر وسأكون منتهى السعادة لأني متزوجة بشخص كل البنات تريده وتعجب به. هل تصدق عزيزي القاريء ما قيل؟ إن الزوجة الشابة تتكلم بجد وبصدق وجاءت تستشير كيف أجعل زوجي كما أريد .. إن هذه الزوجة التي هي بطلة قصتنا اليوم مع الأسف عربية شرقية ولدت لأبوين يعتقدان بحرية الفتاة والفتى في كل شيء وفي كل اختيار حتى في لبسها وطريقة صداقتها هي حرة وتعرف ماذا تريد ...هذا ما ذكرته الزوجة الشابة (ن) عن حياتها وهي صغيرة. وبالنهاية سألتني : هل لديك حل لمشكلتي؟ الجواب: لقد كان ردي على الزوجة الشابة بكلمة واحدة هو أنه طالما زوجك مختلف عنك تمام الاختلاف فالانفصال هو أفضل الحلول .. قالت متعجبة : لماذا ؟ قلت لها: لأن زوجك طبيعي في كل تصرفاته ويسير وفقا للشرع والدين وعادات الناس الأسوياء الطبيعيين. أما ما أنت عليه من أفكار ومعتقدات فباطل وسخيف ..زوجة تريد من زوجها أن يغازل ويصادق وتكون سعيدة بذلك.. هذا هو العجب العجاب وليس من أخلاق العرب على اختلاف دياناتهم، إنها حياة الغرب الذين غرقوا في الصداقات بين الرجل والمرأة..هذا يقع في بلاد الغرب التي تختلف عنا خلقا وعادة ودينا . لذلك أرى أنك يجب أن تنفصلي عنه أو تتغيري وتراجعي حساباتك لأنك ستؤثرين في أبنائك بهذه الطباع المعكوسة، وربما تؤثرين في صديقات لك وهذا شر عظيم ستتحملين وزره . إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : " من لا غيرة له لا دين له وإن الله يغار" . إنك تحتاجين أن تصاحبي أناس أسوياء وتحتاجين قراءات ثقافية ودينية وأخلاقية لتغيري من طباعك وتوجهاتك، واعلمي بأن الله خلقنا لنعبده ولنتعبد له بسلوكنا وأخلاقنا وتصرفاتنا فالعبادة والدين خلق ومعاملة واستقامة أما ما أنت عليه فبعيد كل البعد عن هذه المعاني ولا ينتج عن هذا الطريق طريق المغازلات والصداقات إلا نشوء علاقات محرمة وخيانات زوجية وهذا تسلسل طبيعي لمن سمحت لزوجها بالصداقات والمغازلات ..فهل تنتظرين ذلك؟ وهل يسعدك أن تجدي زوجك يخونك ويعاشر غيرك في الحرام؟ إن ما تريدينه هو خطوات للشيطان تبدأ بنظرة إعجاب ثم سلام ثم كلام ثم موعد فلقاء ثم مصائب وخيانات زوجية. أفيقي أيتها الزوجة الشابة وراجعي كل كلمة نصحتك بها قبل فوات الأوان. اقرأي أيضاً: فنانون يلونون مستشفيات الأطفال..ماذا لو فعلنا مثلهم؟ من جبل فوجي وحتى طرقات البامبو