استضاف "غاليري منارة السعديات" في العاصمة الإماراتية أبوظبي أولى الجلسات الحوارية الممهدة لإفتتاح المتحف الإماراتي الوطني "متحف زايد الوطني"، والذي من المؤمل افتتاحه في العام 2016 ضمن خطة أبوظبي التطويرية، وذلك بالتعاون مع "المتحف البريطاني" كشريك مشرف على المشروع، ليكون في قلب المنطقة الثقافية لجزيرة السعديات، إلى جوار كل من متحف الثقافات الإنسانية "متحف اللوفر أبوظبي"، و"متحف غوغنهايم أبوظبي" المختص بالفن المعاصر، وغيرها من المؤسسات الثقافية والتعليمية التي ستحتضنها المنطقة في المستقبل القريب. الهدف من المتحف نشر الإرث الثقافي لدولة الإمارات ضمن هذا الصرح الثقافي التعليمي بما يعكس الماضي والحاضر، وقد جمعت الجلسة الحوارية الأولى للملتقى كلاً من المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة زكي نسيبة، ومدير المتحف البريطاني نيل ماكغريغور، و مدير مشروع متحف زايد الوطني سلامة الشامسي. وسوف يشهد العام 4 جلسات حوارية لسلسلة "ملتقى متحف زايد الوطني"، حيث سيوفر الملتقى منصة للحوار والنقاش حول مواضيع مختلفة وتقام فعالياته في مختلف أنحاء إمارة أبوظبي مثل منارة السعديات، وقصر الحصن ومتحف قصر العين. متحف وطني يحكي قصة الإمارات وشعبها المبنى صديق للبيئة هو من مصمم المعماري العالمي اللورد نورمان فوستر. جاء بتصميم ريشات طائر الصقر تجسيداً لولع المغفور له الشيخ زايد بالصقور والبيئة الإماراتية الطبيعية. وبحسب قول السيد ماغريغور :"سوف يشهد المعرض تقديماً لرحلة الشيخ زايد الطويلة ودوره التاريخي في بناء الدولة وكذلك هي فرصة للعالم والمقيمين في الدولة من مختلف الجنسيات للتعرف على الإمارات من عدة جوانب، منها منظور المدينة والصحراء في التاريخ والحاضر، كما سيشهد معرضاً لمقتنيات الشيخ زايد الشخصية وكذلك مقتنيات تاريخية أخرى للحضارات المجاورة كون الإمارات كانت تاريخياً حلقة وصل بين الشرق والغرب، ليكون المتحف منصة لعرض قصة شعب الإمارات عبر التاريخ. وقد خطط للمتحف أن يقدم الموروث والحضارة بطريقة تفاعلية تعليمية تواكب العصر". وسيتيح المتحف لزواره التعرف على مجموعات من القطع الفنية والمقتنيات من الثقافات القديمة والمعاصرة لدولة الإمارات والتي يرتبط تاريخها بمنطقة الشرق الأوسط وباقي أنحاء العالم. فرصة لإستكشاف حضارات المنطقة المترابطة وعن مدى الارتباط التاريخي لمنطقة الإمارات مع الحضارات المجاورة وتهتمام الشيخ زايد رحمه الله بالبحث والإستقصاء لإرساء الأسس التاريخية للدولة بيّن نسيبة: "أننا عندما نتكلم عن حضارة الإمارات التاريخية وارتباطها بحضارة المنطقة، أذكر أن الشيخ زايد أصر على أن يدعو فريق التنقيب الدنماركي الذي كان ينقب في البحرين للبحث عن بقايا حضارة دلمون، لاستكشاف اللقى الأثرية والمواقع التاريخية في الإمارات في كل من مناطق أم النار وهيلي، تلك التي تتماهى مع الجضارات الأخرى في المنطقة". وأضاف أن هذا دليل على أهمية ان الحراك الثقافي لا يمكن أن ينمو ويترعرع في بيئة منعزلة، بل أنه نتاج التعاون والتفاعل، ودعى بذلك الحضور الغفير من الباحثين والمؤرخين ومدراء المتاحف الأخرى في المنطقة، من الإماراتيين وغير الإماراتيين للمشاركة في إثراء المحتوى الثقافي للمتحف بمساهماتهم، سواء ممن لديهم قصص أو مقتنيات أو أية بحوث تزيد من غنى المحتوى وتخدم هدفه بالتعرف على تاريخ الإمارات وشعبه بصورة أوضح. متحف وطني تفاعلي يواكب تقنيات العصر من جهته أوضح الشامسي أن آلية عرض محتوى ومقتنيات المتحف سوف تواكب تقنيات العرض العصرية، حيث حرص القائمون على المتحف من قبل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالتعاون وبإشراف من المتحف البريطاني على أن تكون طريقة العرض تفاعليه مع الزوار. وتسهم تقنيات مثل الدليل المسجل أو استعراض الصور والتسجيلات والأفلام في القاعات وكذلك تدريب المرشدين التعليميين في المتحف والذين مهمتهم تعريف الزوار على المحتوى، بالإضافة دور الجانب التعليمي والتثقيفي المهم في المتحف والذي يستهدف الأطفال واليافعين والكبار من خلال ورشات عمل تعليمية مستمرة، ومحاولة ربط الجمهور بما يحتويه المتحف من مقتنيات وحكايات. وهذا ما يمهد له من الآن من خلال المعارض الدورية التي تقيمها الهيئة بالتعاون مع المتحف البريطاني للتعريف والتقديم لمحتوى ومقتنيات المتحف، ومنها المعرض السابق "100 قطعة فنية تحكي تاريخ العالم" الذي أقيم في منارة السعديات العام الماضي. دعوة للإماراتيين للمساهمة في محتوى المتحف وعن المحتوى المحلي للمتحف، كونه صرح مرتبط باسم باني الأمة الإماراتية ومؤسس نهضتها، فإن المشاركة المحلية من قبل الإماراتيين أجمعين. وقد أكد على ذلك سعادة زكي نسيبة بقوله: "إنه بلا شك مشروع ثقافي حكومة لكنه يؤدي واجبه السامي بالتعريف عن مسيرة هذا الوطن عن طريق المساهمة الشعبية من قبل شعبه، فالجميع مدعوون للإدلاء بدلوهم وإفادة هذا الصرح، خاصة وأن الشعب الإماراتي يحمل رسالة إنفتاح على العالم، فهو شعب مع البناء وإعمار الأرض، وهو منصة لتبادل الحضارات منذ أكثر من 5000 سنة، لذا سيكون هذا المتحف سارداً لقصة هذا البلد المتسامح إلى الجوار من متحف الإنسانية ".