كنا نسمع ان الأزواج يطلقون بسبب الخيانة أو العنف الأسري أو عدم النفقة ولكن من الظواهر التي لاحظنا انها عامل كبير اليوم وسبب رئيس من أسباب الطلاق الحديثة والجديدة هو وقوع الطلاق بسبب اختلاف البيئات . واختلاف البيئة نعني به هنا اختلاف طريقة تربية كل من الزوجين وثقافة عائلة كل منهما، فالزوجة التي نشأت في بيئة متفتحة غالباً ما تفشل حياتها الزوجية حال كون الزوج من بيئة محافظة، فلكل منهما قيمه وعاداته وقناعاته التي تتصادم بالنهاية وتؤدي لوقوع الانفصالز وهذا لاحظناه كثيرا بمجال الإصلاح الأسري، مما دفعنا بأن نكتب هذه المقال لننبه فيها كل المقبلين على الزواج بل وكل الآباء آلا تتموا زواجاً من دون التأكد من وجود شرط التوافق البيئي والثقافي والاجتماعي حتى لا يتعرض هذا الزواج للتصدع والانهيار مع أقل اختلاف يقع بين الزوجين. ومسألة اليوم خير شاهد على هذه النصيحة، فالزوجة (ن) التي نشأت في بيئة وأسرة منفتحة على المجتمع من دون إسراف ولا خروج عن الحدود اصطدمت حياتها مع زوجها الذي تربى ببيئة وأسرة محافظة جداً ولديه أفكاره وعاداته وقناعاته التي يريدها أن تسير عليها. ومنها مثالاً لا حصراً: أنه لا يحب الخروج مطلقاً حتى للأسواق والمولات إلا عندما يريد شراء شيء ضروري وفي أضيق الحدود أما الخروج بزوجته على الشواطيء أو الحدائق أو الأماكن العامة فهذا أمر مستحيل، ورغم ان الحياة الزوجية دامت بينهما 7 سنوات لكنها تتعرض اليوم للهدم والانفصال لأن كلاهما لا يريد أن يغير قناعاته. والحب بنظر الزوج ليس كلمات ولا عواطف جياشة وأحضان وقبلات بل هو في نظره قضاء طلباتها كزوجة و القيام بواجب المعاشرة، أما كلمات الحب والدلال فليست من طباعه ولا مكان لها بقاموس حياته الزوجية. ويعترف هو بذلك بقوله: ليس ذلك من عاداتنا ولا عرفنا الخروج للمتنزهات أو المولات أو تكرار كلمات الدلال والحب والرومانسية، هذه الأمور تحدث في الأفلام فقط وليس بين الزوجين ومن تريديني كزوج أستمر معها يجب أن تتطبع بطبعي. فردت الزوجة: ولكني أنا لم أتربى ولم أتعود على هذا الجو المنغلق الكئيب ويستحيل أكمل حياتي بهذه الطريقة. وهكذا أصر كل منهما على طريقته في الحياة ولست أرى العيب فيهما لأن كل إنسان ابن البيئة التي نشأ فيها، لكن العيب هنا في أن نختار شريك الحياة من دون اعتبار لهذا الأمر الذي هو جدّ خطير؛ وهو عدم وجود التوافق الثقافي والاجتماعي، فبنت الحضر ستتعايش بسهولة وانسيابية مع ابن الحضر وابن البيئة المحافظة سيتعايش بيسر وراحة مع من تربت في نفس الأجواء، وكلٌ ميسر لما خلق له. والتكافؤ في هذا الجانب الهام مما هو مطلوب شرعاً من الزوجين، وعلى الأهل أن يراعوه قبل الدخول في تكوين أسرة وحياة زوجية، لأن الحالة التي طرحناها معكم اليوم فبرغم انه توفر في الزوج كل شيء تتمناه الزوجة من كرم ونفقة وقدرة على المعاشرة الجنسية واحترامه لأهلها وقضاء كل حوائجها و...و... وصاحب دين ومصلي وغيرها من المزايا إلا أنه فقد جانب التوافق الاجتماعي والثقافي مع زوجته ولم يرد أحدهما التأقلم مع الآخر مطلقا. وبالنهاية نصحنا كلاهما أن يتنازل كل منهما عن بعض قناعاته حسبما يريد الطرف الأخر؛ فليتفتح هو اجتماعياً نوعاً ما، ولتحترم هي بعض عاداته وقناعاته ولا تطلب منه التغيير مرة واحدة. وبالنهاية استجاب الطرفان لإعادة الحسابات من جديد وعسى الله ان يحدث بعد ذلك أمرا. أرجو ان تكون رسالتي وصلت لكل مقبل ومقبلة على زواج جديد... اقرأي أيضاً: هل حبي الزائد لزوجي مرض؟ متزوجون يمارسون العادة السرية  آباء يفعلون أي شيء لإسعاد بناتهم