إنها حقا من الحالات النادرة بالنسبة للشكاوى الأسرية ، فلو سلطنا الضوء على المشاكل الزوجية المرتبطة بالعلاقة الجنسية بين الزوجين تجد ان أغلب المشكلات التي نواجهها تشتكي فيها الزوجة من حرمانها من الحق الشرعي وانشغال الزوج عنها او وجود الحق الشرعي لكن لفترات متباعدة أو توافر الحق الشرعي لفترات قريبة لكن لا يتعدى وقته دقائق معدودة بحيث لا تاخذ الزوجة حقها في المتعة والراحة النفسية وتقضى وطرها كأي علاقة طبيعية.   أما حالة اليوم فهي من النوادر. فالزوجة في حالة اليوم لم تأت شاكية من ضعف الزوج جنسيا أو تمنعه عنها أو قلة مرات المعاشرة بل على العكس تماما جاءت تشتكي من عدم تحملها لزوجها . لماذا؟ لأنه يحب كثرة المعاشرة ويحب طول وقتها و يحب ذلك بأي وقت ولا يشترط على الزوجة ان تلبس له ملابس جذابة أو تضع له البرفانات أو الأجواء الرومانسية، هذه أمور شكلية لا تعنيه لأن الرجل يحب زوجته جسدا وروحا بأي وقت وعلى أية حال ويعطي المعاشرة حقها وزيادة مما حمل الزوجة على الملل والنفور . تقول الزوجة (ل) : قد يطلب مني العلاقة بالصباح ثم يطلبها عند عودته من الدوام ثم عند المساء وقد تصل لأربع مرات يوميا مع العلم هو لا يستعمل أدوية ولا مقويات رغم ان سنه تعدى السابعة والأربعين. وأنا مللت تلك العلاقة ولم أعد أطيقه بل إني ألح عليه بالزواج بأخرى أو حتى بزوجتين ووالله ما عندي أي مانع لأخفف عن نفسي هذه المأساة التي أعيشها منذ سنوات. تعجبت لأمر الزوجة وقلت : إن زوجات كثيرات يتمنين وجود تلك النعمة في حياتهن بل وبعضهن تطلق لقلتها أو انعدامها وإهمال الزوج لها ولكن أنت تعتبريها نقمة ، فمؤكد أن في الأمر علامة استفهام كبيرة . وبعد الجلوس مع الزوجين وبعد السماع لهما تبين أن المشكلة تكمن في أن في أن الزوجة رومانسية عاطفية ولكن الزوج محب للذة الجنسية فقط دون مداعبات ولا عواطف ولا رومانسية ، كل ما يهمه هو قضاء شهوته مع أن ديننا يعلمنا بأن الحضن والقبلة رسل الجماع أي مقدمات لابد منها قال تعالى : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى? شِئْتُمْ ? وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ? وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ? وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) سورة البقرة آية:(223). وبذلك نصحنا الزوج بأن يهتم بالجانب العاطفي والرومانسي مع زوجته حتى يحببها في تلك العلاقة لأننا بشر نحس ونحب ونبغض ونشعر ولسنا آلات صماء ، وشحن الزوجة لتقبل تلك العلاقة يحتاج من الزوج للتعامل برفق وحب وتودد، فليست كثرة الجماع ولا طول وقته هي التي تقربك منها بل الحب غذاء الروح فإذا انتعشت الروح تبعه الجسد. ونصحنا الزوجة كذلك بالصبر عليه وأنها مأجورة عند الله بمجرد السماح له بتلك العلاقة لأنها زوجته في الحلال وحبيبته وشريكة حياته وقد جاء في الحديث الشريف أن الإنسان يؤجر على قضاء شهوته في الحلال، وهذا نصه (إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيْحَةٍ صَدَقَة.وَكُلِّ تَكْبِيْرَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَحْمَيْدَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَهْلِيْلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بالِمَعْرُوْفٍ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِيْ بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَيَأْتِيْ أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُوْنُ لَهُ فِيْهَا أَجْرٌ؟ قَالَ:أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فَيْ حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فَي الحَلالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ) رقم الحديث[174] رَوَاهُ مُسْلِمٌ. اقرأي أيضاً: قصة واقعية: لماذا فقدنا الاحترام لبعضنا؟ متزوجون ويمارسون العادة السرية