القراء الأعزاء ، كلمتي هذه موجه للزوجين على حد سواء ، فمن كثرة ما يعرض علينا من خلافات أسرية سببها عدم الاحترام ، وزادت وتزيد بمرور الأيام ، رأيت من الواجب التنبيه لهذه الظاهرة الخطيرة التي غالبا ما تؤدي بالطرفين للطلاق إنها مسألة قلة أو انعدام الاحترام بين الطرفين، فأحيانا تجد الزوج اجتماعيا خارج البيت يشهد له الجميع بالخلق واللباقة واللسان الطيب، أما بالبيت تجده مع زوجته واولاده شخص أخر ، الشتم شعاره والسب حديثه والغضب رفيقه، فإذا خرج من البيت لبس القناع، وقد يكون محافظا على صلاته ويقرأ القرآن ويصوم ويتصدق ولكنه نسى او تناسى ان الدين المعاملة وليس طقوسا تؤدى. وهذه زوجة تجدها ما أحلى أسلوبها مع الجيران والأهل وفي المناسبات، هي كذلك فقط خارج البيت ، فإذا تعامل معها الزوج كشرت له عن انيابها وسمع منها أصعب الكلمات وأثقل العبارات فإذا رن الهاتف تتحول في لحظة لملاك وحمل وديع مع من تهاتفها أختا كانت أو أما أو صديقة. بالله عليكم كيف يكون شعور الرجل إن أهين ببيته؟ وممن؟ من شريكة حياته التي قال الله عنها ( لتسكنوا إليها ) ، وكيف تطيق الزوجة تلك الحياة الزوجية عندما يمسح الزوج بكرامتها أمام الأبناء والخدم أو الأقارب ؟ هل ستكون سعيدة ؟ هل ستعطى وتنتمى لهذا الحياة الزوجية ؟ أم ستنتظر لحظة الخلاص بأقرب فرصة ؟ أيها الزوج وأيتها الزوجة الكريمان: الاحترام هو نبع السعادة وبغيره سيعيش الجميع في تشتت نفسي وكرب وحزن متواصل ، أصعب ما في الحياة أن يهينك شريك الحياة في الوقت الذي يحترمك فيه كل الناس من حولك، إنك بعدم احترامك لشريك حياتك ستفقدان معاً احترام الأبناء لكما معا، لأن الولد سيقلد أباه في (تهزيء) أمه والبنت ستقلد امها في إهانة أبيها، وهذا واقع نراه كل يوم في بعض البيوت، لقد سمعنا كثيراً عن زوجات يقلن للزوج على مرأى ومسمع من الجميع : ( إن كنت راجل طلقني أو إن كان عندك رجولة افعل كذا وكذا..) ماذا تنتظري منه بعد تلك الكلمات الاستفزازية؟ وسمعنا كثيرا عن أزواج يقول الواحد منهم لزوجته : ( أنت هنا بالبيت خدامة لي ولعيالك أو انت نعل في قدمي اخلعه وقتما أشاء...) إلى غيرها من قواميس الإهانة والسب التي تخيرت بمقالتي أقلها وأبسطها والقائمة تطول.فماذا ينتظر منها بعد هذه الإهانات؟ في وجهة نظري كمتخصص بمجال الأسرة أرى ان الزواج الذي يفتقد للاحترام بين الطرفين لا ينبغي ان يستمر وأن يفترقا بالمعروف وبالأدب أفضل من العيش بدون احترام لبعضنا قال تعالى : ( ولا تنسوا الفضل بينكم) ويقول النبي الكريم-صلى الله عليه وسلم- :( خيركم خيركم لأهله) وفي وصف الصحابة للنبي كزوج وأب وأخ وصديق قالوا :( ما كان رسول الله سبابا ولا لعانا ولا بذيئا ولا فاحشا ولا صخابا بالأسواق) . يا أيها الزوجان الكريمان: إن قلة الاحترام بينكما هي ضد المعروف الذي أمرنا الشرع به وأمرنا أن نتعايش به وإذا كنت تنتظر الاحترام من زوجتك فيجب عليك أن يتوج معاملتك لها أولا ووسطا وأخرا، وإذا كنت تنظرين الاحترام منه فيجب أن تظهريه في تعاملك مع زوجك أنت أيضاً، فاحترام مواعيد نومه وطعامه وعمله ومكانته بل واحترام أهله هو من صميم احترامك له وكذلك الأمر بالنسبة لك أيها الزوج فتقديرك لأمها وأبيها وأهلها وترحيبك بهم ببيتك ومساعدتك للمحتاج منهم هو من صميم احترامك لها وإلا فانظروا ..كم من زوجة طلقت بالمحاكم وحين سئلت ما السبب؟ قالت: لا يحترم أهلي ويسب عليهم أو يقول الزوج: طلقتها لأنها لم تحتر أهلي وغلطت على أمي. يا شريك الحياة : إن أساء إليك الطرف الأخر فلا تعامله بالمثل فإنه سيأتي يوما ويستحي من حاله.. وإن زاد بالسوء وقلة الاحترام ولم يستجب لأية محاولات للإصلاح وتغيير الواقع فيجب عرض الأمر على المختصين بحل الخلافات الزوجية للبحث عن حل وكما قال الله تعالى :( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).