صدرت حديثا رواية "مديح لنساء العائلة" للكاتب الفلسطيني محمود شقير عن دار "نوفل". هي الجزء الثاني من رواية "فرس العائلة"، ويكمل فيها الكاتب شقير، من خلال شخصية الراوي، سرد سيرة قبيلة العبد اللات، راصداً التبدل الذي طرأ عليها في الخمسينيات، تحت تأثير التحوّلات السياسية والاجتماعية بعد النكبة، وطفرة الحداثة وبذور الصراع التي بدأت تنمو في فلسطين. ويتحدث شقير عن جرأة بعض نساء القبيلة في تخطي التقاليد، وعن الأساطير التي لا يؤمن بها الجيل الأكبر منهن. يتناول الرجال أيضًا، فيبحث في تبدّل مراكز القوى في العشيرة أمام ظهور مصطلحات مثل "الديمقراطية"، ويكتب عن اشتداد قبضة الاحتلال وبزوغ أولى حركات المقاومة الفلسطينية. لروايات محمود شقير عالمٌ خاص، له نكهته الخاصة، مغرق في الواقعية ومبحر في الأسطورة في الوقت ذاته، فيه المضحك والمبكي، عالم مبني بلغة بسيطة أخّاذة تقترب من لغة "الحكواتي" بسلاستها وإلفتها، وتنتمي للحداثة بجرأتها، عالمٌ فذٌّ يجمع الماضي بالحاضر بأسلوب فريد ومميّز لا يشبه سوى صاحبه. الشخصيات في رواية "مديح لنساء العائلة" بعد قليلٍ من التمنّع، رضيت رسمية بارتداء السروال الداخلي القصير، ورافقت زوجها، عاشق سميرة توفيق، إلى سهرات "نصّ الليل". نساء عشيرة العبد اللات لم يسكتن طبعًا على هذا السلوك. مثلما لم يسكتن على نجمة التي خلعت الثوب الطويل وارتدت الفستان بعد مغادرتها راس النبع وإقامتها في المدينة. سناء أيضًا، الموظّفة في بنك، لقيت نصيبها من مرّ الكلام بعد أن نزلت مياه البحر ولوّحت الشمس بياض ساقيها. كلّ ذلك ووضحا، سادس زوجات منّان، كبير العشيرة ومختارها، لا تزال تتوجّس من الغسّالة والتلفزيون المسكونَين بالعفاريت. هؤلاء هنّ نساء العبد اللات. من خلالهنّ، وتكريمًا لهنّ، يكتب محمد بن منّان تاريخ العشيرة التي هاجرت قبلًا من باديتها وتستعدّ اليوم لهجر بداوتها: إنّه عصر التحوّلات السياسية والاجتماعية بعد النكبة، وطفرة الحداثة، وبذور الصراع التي بدأت تنمو في فلسطين الخمسينيّات. إلّا أنّ الفرس لا تزال تصهل بشؤم في أذنَي وضحا التي لم تتوقّف يومًا عن سرد الحكايات... يذكر أن الكاتب الذي ولد في القدس سنة 1941 يكتب القصة والرواية للكبار وللفتيات والفتيان. أصدر حتى الآن خمسة وأربعين كتابًا، وكتب ستة مسلسلات تلفزيونية طويلة، وأربع مسرحيات. تُرجم العديد من قصصه إلى اللغات الانكليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، الصينية، الكورية، الإيطالية، الرومانية، المنغولية، والتشيكية. شغل مواقع قياديّة في رابطة الكتّاب الأردنيين وفي الاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين. حائز على جائزة محمود درويش للحرّيّة والإبداع 2011. تنقّل بين بيروت وعمّان وبراغ، ويقيم حاليًّا في مدينة القدس.