أطلقت المصمّمة الإماراتيّة الشابّة فاطمة الفردان مجموعتها الأولى ربيع وصيف 2015 مؤخراً في عرض أزياء خاص في دبي، وغمرتنا بجوّ ساحر يفوح بنعومة وأنثوية فصل الربيع، إذ جلسنا في حديقة خضراء فيها أشجار وزهور متعددّة الألوان، حيث قامت عارضات الأزياء بزيارة الحديقة مرتديات تصاميم فاطمة التي ذكّرتنا بأناقة وعصريّة التصاميم النسائية في الخمسينات وجزء من الستّينات.

وفي مقابلة أجريناها مع المصمّمة، اكتشفنا مدى ولعها بالأزياء والموضة، وعرفنا أهمية الفشل لفهم النجاح.

1- كيف بدأ حبّك للأزياء والتصميم؟

 اكتشفت حبّي للموضة منذ الطفولة في عمر التاسعة. كنت محظوظة جداً لأن والدي كانا يحبان الموضة وعّرفاني على الأزياء منذ سن صغير. فكانت أمي تشتري الكثير من الماركات التي كانت معروفة في الثمانينات مثل موسكينو وفيرساشي. أتذكر أنها جلبت لي فستاناً من إيطاليا ذات مرة، وغضبت منها لأنني لم أحب الفستان ورفضت لبسه، فقالت لي حينها أن علي اختيار ملابسي بنفسي، فقمت بذلك وبدأت اختيار الملابس لكل أفراد العائلة!

وفي المدرسة، كنت أملأ دفاتر برسومات لفتياتٍ ودمى، فعرف والديّ أني مولعة بالأزياء وشجعاني وساعداني على الذهاب إلى لندن لدراسة تصميم الأزياء. وهناك، حصلت على شهادة في تصميم الأزياء والتسويق بعد ست سنوات، وبرعت في جامعتي، حيث ربحت جائزة عرض الأزياء، ثم التحقت بداري أزياء لمصمّمَين معروفين في المملكة المتحدة، وقد اخترت الالتحاق بماركات صغيرة كي أتعلّم كل ما يمكنني تعلّمه و أتمرّن على جميع نواحي دور الأزياء. وبعدها، شجّعتني عائلتي على العودة إلى دبي وقمت بتأسيس شركتي حيش أردت التركيز على الجودة العالية.

2- ماالذي أو من شجّعك لمتابعة شغفك هذا؟

عندما تبعت بضعة صفوف في سانت مارتن، كانت إحدى المدرّسات هناك بمثابة صديقة ومرشدة لي، وشجّعتني كثيرًا. ما زلت على اتّصال بها وبآخرين في الجامعة، فأريتهم تصاميمي وطلبت نصائح منهم. تعلّمت منهم أنه يجب على المصمم أن يكون لطيفاً، فالمزاج السيّئ لا يؤدي إلى سمعة حسنة.

3- هل كان التّحدّي أكبر ممّا استطعتِ تحمّله في أي آن؟

أجل! بكيت كثيرًا مرّات عديدة. في البداية، كان عليّ القيام بكل شيء بنفسي وواجهت مشاكل كثيرة وأرهقني ذلك في بعض الأحيان. لكن يجب علينا المثابرة مهما كانت المصاعب. وأتذكّر حادثة حصلت مرّة هنا في الإمارات، حيث أتلفت إحدى مساعداتي قماشي عن قصد وقصّته بطريقة خاطئة، فتعلّمت عبرة من تلك الحادثة وهي أننا نتعلّم من الفشل. والفشل الحقيقي يكمن في عدم المحاولة.

4- كيف يأتيك الوحي لتصميم معين؟ وهل شكّل هواياتك مثل الرسم بألوان الزيت وفنون الطهي والفن في حد ذاته مصدر إلهام لك؟ و كيف تحوّلين هذا الإلهام إلى واقع؟

إنني أرسم بألوان الزيت كثيرًا ويلهمني ذلك كثيرًا [تبتسم وتبوح لنا بأنها تفكّر القيام بمعرض فنيّ]. بعض المصادر الأخرى التي أستمدّ منها الإلهام هي الأكل والفن والثقافات والسفر. لا يتوقّف الوحي عند المصمم، منذ يفتح عينيه في الصباح وحتّى يغلقهما لينام. عندما أتخيل تصميمًا، أرسمه ثم أحوّله إلى نموذج من القماش زهيد الثمن، وعندما يعجبني شكله، نصنعه من قماش يليق به. والقماش يوحي في بعض الأحيان بتصميم معيّن.

5- ما هو نوع القماش المفضّل لديك؟

أعشق الأقمشة فهي تسحرني! حتّى انني أطلب أحيانًا تفصيل قماش خاص. إنني أحب أيضا القماش المطبّع والأشياء المزخرفة. أحب الجاكار والنسيج الحريري (chiffon)، لكن الأقمشة المفضّلة لدي هي قماش الجورجيت  (georgette) والجلد. إنني أعمل حاليًّا على مجموعة أزياء جلدية بالتعاون مع مدبغة إيطالية تتعامل معها أيضا دور الأزياء الكبيرة.

6- هل تحاولين التماشي مع الاتّجاهات الحالية في الموضة، أم تفضّلين إنشاء اتّجاهات خاصة بك؟

نصحني الكثيرون بعدم اللحاق باتجاهات الموضة بل الحفاظ على هويّتي في التصميم. أتبع الاتّجاهات من حيث طبيعة الألوان -مثل الألوان الفاتحة الخفيفة ((pastel- لكن الشكل هو ابتكاري الخاص وأصمّمه على هواي.

7- رأينا أنك استوحيتِ مجموعة ربيع وصيف 2015 من الخمسينات والستّينات، وخاصّة من ثياب النساء العاملات. لماذا اخترت تلك الحقبة؟

أردت التركيز على المرأة العاملة، ففي ذلك الحين، بدأت المرأة التقدّم في مجالات متعدّدة منها الطّب والإعلانات. وكانت ثيابهن أنيقة وناعمة. كنساء، نريد إنجاز الكثير ونطالب بأن نؤخذ على محمل الجد تماماً كالرجال، لكن علينا المحافظة على نعومة طلّتنا.

8- كيف تصِفين مجموعتك الجديدة، ومن هي المرأة التي ستلبس تصاميمك؟

مجموعتي أنثويّة وعمَلية ويمكن لأي امرأة ارتداءها بسهولة سواء كانت سيّدة أعمال أو ربّة منزل. كما تليق هذه المجموعة بجميع أوقات النهار والليل وشتّى المناسبات.

9- ما هي القطعة المفضلة لديك من هذه المجموعة ولماذا؟

من دون شك المعطف الطويل الزهري المصنوع من الجاكار. فهو يليق بنساء الشرق الأوسط كما بنساء الغرب، ويمكن ارتداؤه في أوقات مختلفة، وقد صنعته أيضًا بألوان متعدّدة وبقماش خفيف.

10- من هو مصمم الأزياء المفضل لديك؟

أحترم العديد من المصمّمين، لكنني أحب راف سيمونز حتى قبل التحاقه بدار ديور، فأحب الخاصية الجمالية في تصاميمه. أحب أيضاً ألكساندر مكوْين الذي تختلف تصاميمه كثيراً عن راف سيمونز، لكن كلاهما بارع.

11- إذا كنت تستطعين محو زلة واحدة شهدها عالم الأزياء، ماذا ستكون؟

حذاء الأغ (Ugg boots) والكروكس !(Crocs) أعتقد أن لا يوجد أي تبرير لارتدائهما. وشىء آخر لا أحبّه وهو كثرة وتصادم الألوان.

12- إذا لم تكوني مصممة أزياء، فماذا تكونين؟

لا يمكنني أن أكون إلا مصمّمة أزياء فالتصميم في دمي وقد رافقني منذ وقت طويل. فلا يمكنني إلّا العمل في هذا المجال!

من الواضح أن فاطمة الفردان ستترك بصمة في مجال الأزياء في المنطقة فقد قدّمت مجموعة ذات نفس جديد ومحور لم نراه من قَبْل. نتوّقع مستقبلاً جيداً للمصمّمة الشّابة ونحن ننتظر مجموعتها القائمة على الجلد المدبوغ بفارغ الصّبر. كما صرحت لنا فاطمة بأنّها تستوحي تصاميمها أيضاً من بعض النساء القويّات اللواتي تبرعن في عملهن، ومنهن الملكة رانيا العبد الله والمحامية أمل علم الدين كلوني، فنتمنّى رؤية هؤلاء النساء البارزات في تصاميم فاطمة.

المزيد:

 المصمّمة الإماراتية فاطمة فردان تطلق مجموعتها الأولى

عبايات NAFS للمصممة الإماراتية نورا الطاهر

أحصلي على قوام الساعة الرملية المفعم بالأنوثة