تبدأ العلاقة الزوجية بشغف من الطرفين، رغبة مشتعلة يقودها اكتشف الحياة الجنسية ومعناها والحب الذي نملكه للآخر والرغبة في الإنجاب والتعبير عن العاطفة. ولكن من طبيعة الإنسان الملل، والاعتياد وفقدان الشغف والفضول والاهتمام بكل شيء ألفه وأحبه. وهذا يعني جهدا إضافياً من أجل الإبقاء على جذوة الحب والرغبة حية ومتوهجة. تشير الأبحاث التي تدرس السلوك في العلاقات الزوجية إن الفتور الجنسي بين الزوجين يبدأ عادة بعد أربعة أعوام من المعاشرة. وهو كما يقول الباحثون وقت صعب ومرعب للزوجين مليء بالمخاوف والهواجس التي غالبا لا يصارح الواحد منهما الآخر بها. وهو كذلك ملئ بالمشاكل والخلافات الزوجية. وإن لم يكن فتورا بالمعنى العميق للكلمة فإن عادات الزوجين الجنسية وعدد المرات التي يمارسان فيها العلاقة الحميمة تصبح أقل. فكيف يمكن أن تكوني متجددة في عيني زوجك؟ وماهي الأمور التي تثيره فعلا أو تجدد اهتمامه؟ ولكن عليك أيضا أن تكوني منطقية فالعلاقة الزوجية تكتسب مع الوقت مزايا أخرى، لا تغني عن الجنس، ولكنها تقوي العلاقة مثل الصداقة والطمأنينة والاعتياد. ومن المفيد دائما للزوجين أن يسافرا معا وأن يسافرا كذلك كل منهما وحده، في الأولى لتجديد شهر العسل وفي الثانية لإعطاء كل واحد مساحة يشتاق فيها للآخر ويفقتده. وكذلك يفيد تجديد الشكل والمحاظفة على اللياقة والاهتمام بالتفاصيل التي يحبها الشريك. لكن الأهم أن لا تبدأي في ترك الظنون والهواجس تأكلك إن توقف زوجك عن ممارسة الحب معك مثلما كان يفعل في البداية. فهذا أمر طبيعي جدا، ولكن إن كان مبالغا فيه فقد يكون السبب توترا في العمل أو مشاكل معك، أو تغيرا فيك أنت كأن تكون اكتسبت وزنا كبيرا أو فقدت اهتمامك بنفسك. والأهم هو مناقشة الشريك ومصارحته بما تشعرين وبمخاوفك وأن تسمعي منه وأن تصدقيه فهو لن يخفي عنك السبب إن كنت رحبة الصدر ومتفهمة.