تشير دراسات كثيرة إلى أن الرجال في مرحلة من حياتهم يحاولون التعرف أكثر على الحياة الجنسية من خلال الأفلام والصور والمواقع الإلكترونية وغيرها، المشكلة أن منهم من يعتقد أن هذه الممارسات تصور فعلا العلاقات الحميمة الواقعية، وأن ما يصور في هذه الأفلام هو "مثال" أو "نموذج" للممارسة و دليل إلى حسن الأداء.. قد يبدو ذلك من خلال تفاصيل كثيرة، بينها طريقة معينة في الكلام، و نزوع إلى الاهتمام بالأداء الجسدي على حساب كل شيء آخر، حسي أو عاطفي.. في الحياة الحقيقية لا تجري الأمور على هذا النحو، فلا يوجد هنا مونتاج ولا مصورين ولا من فوتوشوب. على الجهة المقابلة، هناك رجال يرتاحون إلى ما اعتادوا عليه، يطمئنون إلى سلوكهم و أدائهم، يكررون هذه الليلة ما فعلوه الليلة الفائتة بكثير من العناية، تفصيلا تفصيلا، وحتى كلمة كلمة.. الوضعيات ذاتها و بالترتيب عينه غالبا.. ليس في ذلك أي خطر فعلي إلا هذا: الروتين، و الوقوع في التبلد.. قد يكون من الأفضل أن ندفعهم إلى مزيد من الإبتكار.. أو أن نذكرهم أنه حتى الصورة الخارقة الجمال ايضا مكررة مئة مرة لا تعود أكثر من ظل باهت.. هناك أيضا الرجل المفرط الحساسية، الرجل المهذب بشكل خارق.. اللطيف على نحو مروع.. الرجل الرقيق حد الانكسار.. رجل يطلب متأدبا من زوجته إن كانت لديها رغبة مثلا، كما يطلب منها بالقدر ذاته من الأدب إن كانت تريد أن تخرج لتناول العشاء.. ليس في هذا ما هو خطر بالتأكيد غير أن الأمر محرج في آخر المطاف و يفقد العلاقة أي عفوية و تدفق.. هكذا يمر كل شئ من خلال الكلمات اللطيفة و المهذبة فيما ينطوي الجسد و لغته جانبا.. و قد يكون من الأفضل أن نخبرهم أن التكلم بلغة العيون و الأصابع و اللمسات أكثر فائدة في بعض الأحيان..