بعد سنوات من نصائح الخبراء بأنّ الزواج يجعل الإنسان سعيداً ومستقراً بل يطيل عمره، أظهرت دراسة أميركية جديدة أنّ الزواج بات طريقاً ممهداً إلى الاكتئاب. التعرض لمضايقات أو انتقادات أو الشعور بالإهمال من شريك الحياة، قد يفقد الطرف الآخر إحساسه بالرضى عن الحياة الزوجية وبالتالي تتطور هذه الحالة مع الوقت فتصبح اكتئاباً. إلا أنّ دراسة علمية أخرى أثبتت أنّ الإنسان قد يمرّ بفترة معينة من حياته لا يشعر فيها بالارتياح وتخيّم عليه حالة من الاكتئاب قد يعجز عن الخروج منها إلا بمساعدة الزوجة التي ينبغي أن يسهم وجودها في إسعاد زوجها وبناء أسرة متكاملة وسعيدة. لكن بين سعادة الزواج وآفة الاكتئاب التي لا تعالج إلا بوجود الزوجة، لا بد من التأكيد على وجود ما يسمّى بـ "اكتئاب ما بعد الزفاف". لكن لماذا يحصل؟ وكيف؟ وما هي أسبابه؟ يشبّه علم الاجتماع الزواج بالتجربة الجديدة، والتكيّف مع الوضع الجديد يتطلب من الزوجين وقتاً ليس بالقصير. غير أنّ التفاهم والاحترام المتبادل والحب كلّها كفيلة بتوفير السعادة والقضاء على الكآبة برأي علماء النفس والأسرة. غالبية الزيجات إن لم نقل معظمها يصاحبها انفصال جغرافي وعائلي أكان من جهة العروس أم العريس، رغم ما يمثله الزواج من بداية حياة جديدة يتشارك فيها الطرفان بناء بيتهما الجديد بكل تفاصيله ومسؤولياته الجديدة. وعن أسباب اكتئاب ما بعد الزفاف، يشير الخبراء إلى أنّ انتقال أحد الزوجين خصوصاً العروس الى بيئة جديدة تختلف فيها العادات والتقاليد عما اعتادت عليه منذ طفولتها، من شأنه أن يزيد ضغوط الحياة عليها، فيكون الوضع أشدّ وطأة في حال انتقالها الى دولة أخرى غير بلدها. من هنا يبرز الاعتقاد بأنّها غير قادرة على القيام بالمهام الجديدة وحدها وبأنّها اتخذت القرار الخاطئ بالابتعاد عن بلدها وبيئتها. وقد أشارت دراسة حديثة أجراها فريق البحث النفسي التابع لمنظمة الصحة العالمية، الى أنّ 3 من كل 10 أشخاص متزوجين حديثاً، يعانون من حالة نفسية تسمى "اكتئاب ما بعد الزفاف" قد تستمر لأشهر عدة. في هذه الفترة، يصاب الشخص بشعور من الارتباك وخيبة الأمل، ويتساءل ما إذا كان "الزواج غلطة فادحة أقدم على ارتكابها". وتبرز في الفترة الأولى من الزواج خلافات عدة تكون أحياناً سبب "اكتئاب ما بعد الزفاف" وهي: •    الخلاف حول المسائل الاقتصادية والمادية خصوصاً الأعباء المتراكمة التي أعقبت الزفاف. •    تدخّل الأهل في شؤون الزوجين الحياتية. •    توقع الرجل من زوجته أن توفّر له الراحة والحياة الهادئة في كل الأوقات. •    توقّع الزوجة أن يمنحها شريكها الحب دائماً. •    عدم التواصل والتوافق الفكري والثقافي السليم للوصول إلى برّ الأمان في حلّ المشاكل والخلافات.