ظهرت دراسة علمية حديثة أن طرق تفاعل الأبوين وخاصة الأمهات مع بكاء الرضيع تلعب دورا هاما في نموه بشكل سليم أو العكس وأنها عامل محدد في رسم ملامح شخصيته. البكاء لدى الرضيع يمثل وسيلته للتواصل مع الآخر ووسيلته للتعبير عن حاجياته ومطالبه ومن المعروف أن الرضيع الذي يبكي إما أن يكون جائعا أو يعاني من ألم ما أو أنه يرغب في تغيير حفاظاته. وتختلف طرق تعامل الأمهات مع هذا البكاء، لكن بمرور الأيام الأولى لمولودها تتعود الأم على التعامل معه وتفهمه أكثر وبالتالي تكتسب القدرة على فك شفرة هذا البكاء ومعرفة ما يريده تحديدا. وأثبتت دراسات علمية أن سرعة استجابة الأم لبكاء الطفل وتلبية حاجياته وتهدئته في الوقت المناسب تجنبه التوتر وتبعد عنه الشعور بالغضب والاضطرابات النفسية في المستقبل، وهو ما يوفر له أجواء من الراحة ويضمن نموه بطريقة سليمة بعيدة عن التشنّج الذي من شأنه أن يترك آثارا سلبية على نفسيته. كما تؤكد البحوث العلمية أن إهمال الرضيع وتركه يبكي لفترات زمنية طويلة يمكن أن يؤثر على جهازه العصبي وعلى مجموعة من الأعضاء مثل الحبال الصوتية والحنجرة ويمكن أن يتسبب في ارتفاع درجة حرارته ويصيبه بآلام الصداع. إضافة إلى أن الأطباء ينصحون الآباء بتجنيب أطفالهم التعرض للأجواء الصاخبة والصراخ والعنف منذ بدايات التكوين أي عندما يكون جنينا في بطن الأم التي غالبا ما تُنصح هي الأخرى بالابتعاد عن الغضب والتشنج الذي قد يؤثر على طباع الطفل فيما بعد، وعلى صحته كجنين مرتبط ارتباطا كليا بها.