الجلوس لمدة طويلة أثناء العمل يؤدي الى مشاكل في الظهر. ولتجنب ذلك، تنصح "الهيئة الألمانية للسلامة والصحة المهنية" بالجلوس بشكل صحيح وممارسة بعض الأنشطة الحركية أثناء ساعات العمل. ينبغي أولاً التأكد من أنّ المقعد مناسب، بحيث يصل مسند الظهر على الأقل إلى لوحي الكتف، بينما يكون ارتفاع المقعد مناسباً عندما تلامس القدمان الأرض تماماً. ومن المهم أيضاً إراحة الذراعين على المساند المخصصة لهما من حين إلى آخر، لتخفيف العبء عن الأكتاف. وعن وضعية الجلوس السليمة على المقعد، أوضحت الهيئة أنّ العمود الفقري ينبغي أن يأخذ وضعه الطبيعي أثناء الجلوس، والمعروف باسم حرف S المزدوج، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال إمالة الحوض إلى الأمام قليلاً، ما يساعد على انتصاب القفص الصدري وتمدد الفقرات العنقية. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي عدم البقاء في وضعية الجلوس نفسها لساعات طويلة. إذ قد يؤثر ذلك سلباً على الجهاز العضلي والدورة الدموية والأقراص الفقرية. لذا من الضروري القيام أيضاً ببعض الحركة أثناء العمل. الهيئة الألمانية قالت بأنّ الحركة خلال العمل تبدأ أثناء الجلوس، ضمن ما يسمى بالجلوس الديناميكي، وهو ما يتحقق مثلاً من خلال أرجحة الحوض إلى الأمام والخلف مع تحميل الوزن على الأرداف بالتناوب، مع دفع القفص الصدري إلى الأمام والخلف وعلى الجانب، بالإضافة إلى إطالة فقرات الرقبة بإمالة الرأس إلى الخلف من وقت إلى آخر. كما أنّ تحريك الخصر في حركة دائرية أثناء الجلوس يحارب الوضعيات المتصلبة. ويساعد دفع الظهر باتجاه المسند الخلفي على استرخاء العمود الفقري. واستكمالاً للجلوس الديناميكي، ينبغي ممارسة المزيد من الحركة أثناء العمل، فمن الممكن مثلاً وضع الطابعة على مكتب بعيد نوعاً ما والذهاب إليه عند الحاجة. ومن الممكن أيضاً الوقوف أثناء قراءة البريد وأثناء الاجتماعات القصيرة. كما يمكن ممارسة بعض التمارين أثناء الجلوس على المكتب، مثل تدوير الأكتاف ونفض الذراعين وإطالة الأصابع وممارسة تمارين الشد والإطالة أثناء فترة الاستراحة في وضع الوقوف. وبالإضافة إلى ذلك، يعد الذهاب إلى العمل بالدراجة بدلاً من السيارة واستخدام الدرج بدلاً من المصعد الكهربائي تعويضاً جيداً عن ساعات الجلوس الطويلة، مما يساعد أيضاً على حرق القليل من السعرات الحرارية.
للمزيد: