كشفت التقديرات التقريبية التي تم التوصل إليها في الدورة العاشرة من المعرض والمؤتمر السنوي لطب الأنف والأذن والحنجرة في الشرق الأوسط عام 2013 أن حوالي 5? من سكان منطقة الشرق الأوسط يعانون من أمراض الغدة الدرقية. والغدة الدرقية تظهر على شكل فراشة في منطقة الرقبة وتفرز هرمونات في مجرى الدم، وهي المسؤول الأساسي عن مدى قدرة الجسم على تحويل الغذاء إلى طاقة (معدل الأيض) والتحكم بدرجة حرارة الجسم. البروفسير إياد حسن، استشاري جراحة الغدد الصماء والأمراض السرطانية في "مستشفى برجيل" في أبو ظبي، يسلط الضوء على مرض الغدة الدرقية قائلاً: “يتسبب التورم الذي يحدث في الغدة الدرقية إلى تضخمها. ونادراً ما ترتبط الغدة المتضخمة بالسرطان، فهي تشير في الغالب إلى وجود فرط في نشاط الغدة الدرقية أو قصور في نشاط الغدة الدرقية، علماً بأنّ مشاكل الغدة الدرقية تؤثر على معدل الأيض والقدرة على التحكم بمستويات درجة حرارة الجسم والطاقة ". وأضاف البروفسير أن أهم الأعراض المصاحبة لفرط نشاط الغدة الدرقية تتمثل في زيادة ضربات القلب والتعرق وفقدان الوزن وعدم القدرة على تحمل الحرارة والقلق وارتعاش اليدين والفقدان الكثيف للشعر وضعف العضلات وتقلبات متكررة داخل الأمعاء وبروز العينين. وبالنسبة إلى المرضى المسنين الذين يعانون من أمراض الغدة الدرقية، فقد تسبب لهم فشلاً في وظائف القلب. أما بالنسبة إلى الذين يعانون من قصور في نشاط الغدة الدرقية، فمن الأرجح أن تظهر لديهم أعراض مصاحبة مثل الإجهاد الزائد وزيادة غير مبررة في الوزن والشعور بالبرد وحالات الإمساك وكثرة النوم، وانتفاخ تحت العينين وأوجاع وآلام في أجزاء متفرقة من الجسم. ووفقاً للدكتور عمران بدير جاتي، استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري والاضطرابات الأيضية في "مستشفى برجيل"، هناك عوامل متعددة تسبب أمراض الغدة الدرقية: في بعض الحالات، يمكن أن تعود إلى قصور في المناعة الذاتية عندما يقوم الجسم بمهاجمة الغدة الدرقية لأسباب مجهولة. ويعتبر نقص اليود المسبّب الرئيس لتضخم الغدة الدرقية، لكن هذا المسبب سرعان ما تم التخلص منه في مختلف أنحاء العالم بسبب النجاح في توفير اليود بكمية كافية في الانظمة الغذائية. كذلك نجد أن بعض الأجناس أكثر عرضة لهذه الحالة المرضية من غيرها. ويضيف الدكتور عمران: “لقد مررت بحالات عديدة من فرط نشاط الغدة الدرقية، لا سيما عند الآسيويات اللواتي يقمن في دولة الإمارات. ويعود في الأساس إلى الضغوط التي يتعرضن لها. ومن ناحية أخرى، نجد أيضاً أن المرأة الإماراتية هي الأكثر عرضة للمعاناة من فرط نشاط الغدة الدرقية بسبب تركيبتها الجينية". بدوره يضيف البروفسير إياد أنه في معظم الحالات يمكن التحكم بحالة الغدة الدرقية من خلال الأدوية العلاجية: في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، توصف أدوية لوقف الإفراط في إنتاج الهرمون. أما في حالة مرضى قصور الغدة الدرقية، فيتم استبدال هرمون الغدة الدرقية لديهم. ولكن في بعض الحالات القصوى، يتم إجراء عملية جراحية لاستئصال الغدة الدرقية. وبالنسبة إلى فترة النقاهة بعد العملية، يوضح البروفسير إياد: “يمكن لمعظم المرضى المشي وممارسة الأعمال الروتينية العادية في اليوم التالي للعملية، غير أنه ينصح بعدم القيام بالأنشطة المجهدة ورفع الأحمال الثقيلة لمدة أسبوعين." من جانبه، يعلق كلانسي بو، المدير التنفيذي لمستشفى برجيل قائلاً " لقد ساهم تغير أساليب الحياة العصرية في ظهور العديد من الأمراض، ونحن في مستشفى برجيل ملتزمون بتوفير الرعاية الصحية الكاملة والمتخصصة لسكان دولة الإمارات وسكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”. ويضيف: " إن التزامنا يمتد ليشمل جلب أفضل الخبرات الطبية العالمية وإدخال التقنيات العصرية المتفوقة والمتخصصة في علاج الحالات الطبية المختلفة." للمزيد:

حرقة المعدة أخطر مما تعتقدين!

السكري يؤدي الى أمراض أخرى؟