أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي رئيسة جامعة زايد أن عنايةَ وتوجيهات القيادة الرشيدة والرعاية الكبيرة التي توليها للمرأة، وحرصَ الحكومة على أن تكون بنتُ الإمارات شريكةً مؤثرةً في المجتمع هي جميعها أسسٌ داعمةٌ شَكَّلَتْ نقاطَ قوةِ رئيسةِ تجاوزت بالمرأة في دولتنا مرحلةَ التمكين إلى مرحلة المشاركةِ الحقيقية. وأضافت أن المرأة الإماراتية تنطلقَ اليوم بكفاءةٍ وجدارةٍ إلى جانبِ الرجلِ في مسيرةِ البناءِ تحقيقاً لاستراتيجيةِ الحكومةِ والرؤيةِ الطموحةِ لمستقبلِ الوطن. جاء ذلك في كلمتها أمام الملتقى الطلابي الثاني للقيادات النسائية الإماراتية الشابة حول "نهج زايد" الذي أقيم تحت رعايتها في مركز المؤتمرات بجامعة زايد فرع دبي، أمس، في إطار الاحتفال باليوم الوطني الثالث والأربعين لدولة الإمارات. وأشارت معالي الشيخة لبنى القاسمي إلى أن دعمُ الدولةِ للمرأةِ في الإمارات قد تَواصَلَ، منذ تأسيس دولة الاتحاد، وانفتح لها الكثيرُ من أبوابِ هذا الدعمِ، بفضل قيادة وتوجيهات صاحبِ السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه صاحبِ السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانِهما أصحابِ السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائبِ القائد الأعلى للقواتِ المسلحة، حيث أَطلَقَت الحكومةُ العديدَ من المبادراتِ الطَموحة التي تدعمُ تمكينَ المرأةِ في مختلِف المجالات. وأضافت: وحَسْبُنا هنا أن نتوقفَ بُرهةً لنتأملَ مقولةً بالغةَ الدلالةِ لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وردت في كتابه "ومضات"، حيث قال: "نحن تجاوَزْنا مرحلةَ تمكينِ المرأة. نحن نمكِّن المجتمعَ عن طريق المرأة". وقالت معالي الشيخة لبنى إننا نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة ونحن في أبهى حلل المجد والفّخار، وكيف لا نَتيهُ فخراً واعتزازاً ونحن نرى اليومَ ما بلغَتْهُ من مجدٍ دولتُنا الفَتِيَّةُ الناهضة، التي غَرَسَ شجرتَها ورعى نَماءَها الوالدُ المؤسِّسُ المغفورُ له بإذن الله الشيخُ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه. وهو الذي ظل بفكرِهِ وعطائِهِ يُوليها عنايتَه واهتمامَه، قولاً وعملاً، رؤيةً وإنجازاً، حتى اخضرَّت وبسَقَتْ، وبسطت ظلالَها الوارفةَ على أهلِها وجيرانِها، وباتت اليومَ تتبوأُ مكانةً متقدمةً بين أكثر البلدان تطوراً في جميع المجالات. وأكدت أنه إذا كان الشعب الإماراتي كلُّه قد نعِم بأُبُوَّةِ زايد الحانية، ولبَّى نداءَ النهضة، انطلاقاً من إيمان قائِدِهِ بأن الإنسانَ هو رأسُ المالِ الحقيقيُّ لهذا الوطن، فإن المرأةَ الإماراتيةَ على وجهِ الخصوص نالت من زايدٍ كريمَ الدعم، وحظيت منه بكل التشجيع والتأييد منذ اللحظة الأولى، ولعلنا نذكر قوله لحظةَ إعلان قيام دولة الاتحاد: "لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع وتحقق المكان اللائق بها. يجب ألا يقفَ شيءٌ في وجهِ مسيرة تقدمها". وها هي المرأةُ الإماراتيةُ، تتمتعُ بحقوقِها كاملةً، لا تَنْقُصُ عن حقوق الرجل شيئاً، وقد كفل لها دستور الدولة هذه الحقوق، كما اشتمل أيضاً على نصوصٍ تؤكدُ مبدأَ المساواةِ الاجتماعية، وأنَّ للمرأةِ الحقَّ الكاملَ في التعليم والعمل والوظائف، مثلِها مثِل الرجل، وتبنَّى كذلك كلَّ ما نصَّ عليه الإسلامُ في ما يخص حقوقَ المرأة ومسألةَ توريثِها وتمليكها. وأضافت: واستلهاماً من مبادرات ودعم وتشجيع "أم الإمارات" سموِّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رائدةِ العمل النسائي في الدولة، وبدعمٍ ومباركةٍ من المغفورِ له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، تقدمت المرأةُ الإماراتيةُ بِخُطىً متسارعة ووثّابة، وحققت إنجازاتٍ غيرَ مسبوقة قياساً بحداثةِ عمرِ دولة الاتحاد، حيث انطلقت الجهود الدؤوبة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في النهوض بالمرأة الإماراتيةِ وتأسيسِ الحركةِ النسائيةِ في الإمارات العربية المتحدة منذ بدايةِ تأسيسِ دولةِ الاتحاد في ديسمبر1971. وأوضحت معالي الشيخة لبنى القاسمي أن نظرةُ زايد الثاقبةُ إلى المرأةِ كانت نابعةً من قناعتِه بأن دورَها ودورَ الرجل متكاملان بضرورة المسؤولية وبمنطق التطور الحضاري، وبأن نهضةَ المجتمعِ تتحققُ بتمكينِ المرأةِ وتفعيلِ مشاركتِها وإفساحِ المجالِ أمامَها، وتحقيقِ التوازنِ في دورِها ومشاركتِها المجتمعيةِ بين ضروراتِ التعامل مع العصر ومتطلباتِه من ناحية والحفاظِ على القيمِ والمبادئِ الإسلاميةِ الساميةِ من ناحية أخرى. ونوهت باقتناع الشيخ زايد بأهميةِ البعدِ المؤسسي في مسيرةِ العملِ النسائي باعتبارِهِ يضمنُ لها الاستمراريةَ ويؤدي إلى تجميعِ الطاقاتِ والجهود، والإيمانِ بأهميةِ وضرورةِ تفاعلِ المرأةِ الإماراتيةِ مع خبراتِ الحركاتِ النسائيةِ في البلدانِ الأخرى، والمشاركةِ في الأنشطةِ والفعالياتِ الدوليةِ ذاتِ الصلةِ بقضايا المرأةِ باعتبار أن ذلكَ يحققُ تبادلَ الخبراتِ ويسهمُ في إبرازِ اسم دولةِ الإماراتِ ومكانتِها على الساحةِ الدولية. وقالت إن ثمارُ هذا كلِّهِ تجلت في أن المرأةَ الإماراتيةَ أضحت تسبِقُ الكثيرَ من نساءِ العالَم إلى شَغْلِ أعلى المناصبِ القياديةِ، وفاعلة في ساحاتِ العمل النسوي العربي والإقليمي والدولي. ولفتت معالي الشيخة لبنى القاسمي إلى أن المرأة الإماراتية تشغل اليوم أيضاً أربعةَ مقاعدَ وزاريةٍ في الحكومةِ، وهذه من أعلى النسبِ عربياً، كما أنها تمثل النساءَ في المجلس الوطني الاتحادي بثماني عضوات بين أعضائه الأربعين، في نسبةٍ تُعَدُّ بين النسبِ الأعلى عالمياً، إضافة إلى شَغْل أول امرأةٍ منصبَ المندوبةِ الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، وأن هناك أربعَ سيداتٍ، ثلاثاً منهن سفيراتُ الدولةِ في إسبانيا والسويد ومونتينغرو (الجبل الأسود) والرابعة قنصلة عامة في هونغ كونغ. واختتمت معالي الشيخة لبنى القاسمي كلمتها قائلة: وها أنتن يا بناتِ زايد تلتقين اليومَ في ظلالِ القلبِ الكبير، قلبِ زايد، لكي تبحَثْنَ في فكرِهِ ونهجِهِ كيف وضع الأساسَ الراسخَ لمبدأ تمكينِ المرأةِ، باعتباره وسيلةً وغايةً في بناءِ مجتمعِنا القائمِ على العدلِ والمساواةِ وتكافؤ الفرص وتكامل الأدوار والشراكة المجتمعية ونضج الإحساس بالمسؤولية. وهذا أمرٌ يدعو للغِبطة والارتياح ويزيد من اطمئناننا على مستقبل الأجيال الجديدة.