مهندسة معمارية وسيدة أعمال ناجحة وزوجة وأم، تمكنت من جمع العديد من تفاحات النجاح في راحة يدها بإقتدار كبير رغماً الصعوبات، فأستطاعت خلال 10 سنوات فقط منذ العام 2004 من إنشاء شركة تصميم داخلي بأبوظبي بشراكه زوجها ودعمه. وتطوير هذه الشركة بنجاح لتُقبل اليوم على الإمساك بمشاريع وصلت قيمتها إلى 200 مليون درهماً إماراتياً في العام الحالي فقط، هذا الإضافة إلى توسعه أعمالهما لتشمل إنشاء معمل للأخشاب بأبوظبي، وفرع لتصميم المطابخ لشركتهما "فوييه" في بلدها الأردن، فضلاً عن التخطيط لفضاءات أوسع في الآفاق. أستضافت المهندسة تمارا "أنا زهرة" بترحاب كبير في مكتبها بأبوظبي، لنتعرف عن قرب عن سر نجاحاتها ولنطلع على فنون عشرات التصاميم الداخلية الرائعة التي نفذتها الشركة للقصور والفنادق والمدارس وغيرها من المشاريع الإبداعية. *كيف كانت بداياتك؟ من بعد إكمال دراستي للهندسة المعمارية في الجامعة الأردنية سافرت عام 2000 إلى فرنسا لدراسة التصميم الداخلي، وكانت فرصة لإمتلاك الخبرة في المجالين المرتبطين إلى حد كبير، ومن بعدها أتيت إلى أبوظبي لمباشرة العمل في شركة التصميم الفرنسية الشهيرة "كوكاش".   *وما هي النقلة التي جعلت منكِ سيدة أعمال تدير أعمالها الخاصة؟ بالفعل كانت جراة وإرادة شخصية، بالإضافة إلى تشجيع الشركة التي عملت فيها، بدأت بالعمل على مشاريع البيوت الشخصية الصغيرة، ومن ثم الشراكة الناجحة مع زوجي عماد الخالدي الذي أنضم إلي وشجعني على الخوض في تجارب كبيرة، وبفضل إدارته المالية والإدارية الصحيحة، ترك لي المجال والحرية للإهتمام بالجانب الفني لنصل إلى درجة من التكامل والإنسجام في العمل وتحقيق ما كنت أظنه صعباً جداً. فقررنا معاً أن ننتقل للعمل على ديكور المدارس مع دائرة الأشغال، وهو عمل على مساحات كبيرة ومنها إلى تصاميم الفنادق والمحلات، وهذا أمر جيد أيضاً كونه يفتح الآفاق على المزيد من الإبتكار والتنوع بالتصاميم والمواد في الديكور الداخلي.   *ما هي آليات القبول مشاريعكم؟ علينا التعرف أولاً على إحتياجات المشروع والميزانية، ومن بعدها نقرر مصدر المشتريات، فلنا صلات بشركات التوريد في أوربا وأمريكا والدول الشرق أوسطية من (ماليزيا، أندنوسيا، الهند، الصين). ويلاحظ أنني لا أكتف بالإطلاع على الكاتلوجات أو الصور لإختيار قطع الأثاث أو السجاد والثريات، بل أحرص على زيارة المصانع والشركات ذاتها للتأكد من جودة المنتج والعميل الذي نتعامل معه ومدى صدقه بالإلتزام بالمواد والوقت، كي نتجنب الإحباطات.   *ما هي المتطلبات التي تنصحين بها السيدات قبل الإستعانة بشركة ديكور؟ حسناً، إن التعاون بين مهندس الديكور وصاحب البيت أو المشروع أياً كان هو تمازج ودمج لتصور الزبون مع إبداع مصمم الديكور للخروج نتيجة جميلة ومرضية للطرفين. وهنا أنصح الزبون بتحضير سرد لأي شيء يودون تصميمه، وهنالك الكثير من المجلات والصور المنتشرة على شبكة الإنترنت تعرض آلاف الصور والتصاميم الحديثة والكلاسيكية، ومنها يستطيع الزبون تكوين فكرة لما يعجبه ويود أن يكون عليه بيته. ومن بعدها نأتي نحن أو المصمم بشكل عام بتجميع تلك الصور، أو حتى إطلاعه على مجموعة من الصور ليختار منها، ويبنى عليها ما نسميه في الديكور "مود بورد" أي رسم تفصيلي لتقسيم المساحة ومفردات الديكور من الأثاث والسجاد والثريات بجميع تفاصيلها، من ضمنها نوعية الأقمشة والأخشاب والإضاءة غيرها، وصولاً إلى نتيجة ترضي الجميع.   *هل تعدين الطراز الفرنسي الكلاسيكي للديكور الداخلي هو السائد في الإمارات ودول الخليج غالباً؟ بالفعل، هذا بالإضافة إلى أوربا، وهو الطراز الأكثر فخامة، فمتى ما زادت قيمة العقار عن 4 ملايين أو أكثر، فإنه الأرجح هو إختيار الطراز الفرنسي الكلاسيكي. وكذلك الطراز العربي البارز بنقوشه وتصاميمه الإسلامية الأصيلة، وأقصد هنا الطرز العربية (المغربي، المصري، السوري، العراقي).   *ما الذي يميز عمل التصميم في الإمارات؟ سوق الإمارات منفتح على العالم، فهو نقطة إلتقاء بين الشرق والغرب، لذا نستطيع أن نجد مواد عمل جميلة وفريدة من كل العالم، وتوظيفها في أعمالنا.   *ما هو الطابع الذي صممتي بهِ منزلكِ الخاص؟ (يلاحظ أنه تم عرض البيت في مجلة "زهرة الخليج" من خلال صفحات الديكور) الحديث، أنا يعجبني أن يكون بيتي على الطراز الحديث، وهذا ما عملت عليه في بيتي في برج سكاي تاور في جزيرة الريم، وكما تعلمين فإن الشركة تُسلم الشقق منفذة بديكوراتها الموحدة، لكنني قمت بتغيير جميع تلك الديكورات لأنفذها بطريقتي، وقد عملت على إكساء الجدران والأرضيات بأنواع من الخشب الخاص، حيث أجد أن الخشب هو العامل الأساسي في الديكور والذي يمنحه الفخامة والفء والطراز المطلوب بشكل ممتاز، وهذا السبب دفعني لإنشاء مصنع الخشب في الإمارات لتحقيق متطلبات العمل وتشطيباته بطريقتي. كما أخترت الأثاث الجلدي بتدرجات اللون الرمادي، وحرصت على أن تكون الستائر من النوع التكميلي وليست للتغطية على النوافذ، وأعد نفسي محظوظة في سكني دائماً، حيث لم أكن بحاجة للتغطية على نوافذ بيتي حتى في غرف النوم، كوني أحب أن أصحو على الضوء الطبيعي وإستقبال النهار من بدايته.   المزيد: شراكة إبداعات بالديكورات الخشبية بين الإمارات والأردن زيارة لفندق بطابع ملكي في قلب مدينة أبوظبي جولة في بيت يضج بالألوان المعاصرة