منذ أربع سنوات، لم تعش سوريا يوماً هنيئاً واحداً في ظل ظروف الحرب والقتل والدمار، لكنّ الحزن الذي غطى سماءها امتد ليخيم على سماء الدراما السورية أيضاً. ما إن ينتهي الوسط الفني من تقديم واجب العزاء بوفاة فنان، حتى يفجع بفقدان آخر، حتى وصل عدد الراحلين في عام 2014 إلى عشرة فنانين، علماً أنّ الدراما فقدت العام الماضي ثمانية. لم تمر سوى أربعة أيام على انطلاق العام حتى غيّب الموت الفنان الشاب طارق عيسى (23 عاماً) بعد صراع مع مرض عضال، وهو من أهم المواهب التي أبرزها ياسر العظمة في سلسلته "مرايا"، بينما تعود آخر مشاركاته إلى "زمن البرغوت"، و"بقعة ضوء8"، و"رجال العز". بعدها بأسبوع واحد، حصد العام ثاني الفنانين ففارقت عهد فنري الحياة عن عمر ناهز الـ 53 عاماً، علماً أنّها خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة عام 1981، وتوزعت أعمالها بين الإذاعة والمسرح والتلفزيون، ومن أعمالها الدرامية "كوم الحجر"، و"باب الحديد"، و"أسير الانتقام"، و"هدوء نسبي"، و"باب المقام"، و"كليوباترا". وقبل أن ينتهي الشهر، خسرت الدراما السورية ثالث فنانيها، فشيعت محمود عبد العزيز أحمد إلى مثواه الأخير. وقد تنوعت أعمال الراحل بين المسرح والإذاعة والسينما والتلفزيون، ومن أعماله الدرامية "سيرة آل الجلالي"، و"اخوة التراب"، و"الموت القادم من الشرق"، و"الفراري"، و"رمح النار"، و"سحر الشرق"، و"أحلام لا تموت". وحصد الشهر الثالث الكبير وفيق الزعيم متأثراً بمرض السرطان عن عمر 54 عاماً. أما أهم مسلسلاته فهي: "حارة نسيها الزمن"، و"حمام القيشاني"، و"الداية، وحد الهاوية"، و"كوم الحجر"، و"خالد بن الوليد". لكن قبل رحيله بسنوات، أكّد أن "باب الحارة" هو المسلسل الذي أعاد اكتشافه، لكنه لم يكن قادراً على الظهور بجزءيه السادس والسابع لشدة مرضه. بعد ذلك، وفي منتصف شهر نيسان (أبريل)، وبعد مسيرة فنية دامت خمسين عاماً، فارق عبد الرحمن آل رشي الحياة عن عمر ناهز الـ83 بعد مرض في رئتيه. ويعد الراحل القدير من أبرز مؤسسي الدراما السورية وقد أثراها بأكثر من مئة عمل، منها: "نهاية رجل شجاع"، و"العبابيد"، و"أهل الراية"، و"الخوالي"، و"الظاهر بيبرس"... بينما يعتبر "الغربال" الذي عرض رمضان الماضي آخر أعماله. بعد 15 يوماً، شيعت الأوساط الفنية الفنان القدير رياض شحرور عن عمر ناهز الـ78 عاماً، قضى أكثر من نصفها في عالم الدراما والمسرح. وقد أسس الراحل أول فرقة مسرحية عام 1955 وكان يعرض مسرحياته في البيوت العربية القديمة، وقد تتلمذ الكثير من الفنانين في مسرحه، ووصف بخفة الدم من خلال أدواره الكوميدية، وهو عضو في المسرح القومي ومن مؤسسي نقابة الفنانين في دمشق. شارك في الكثير من الأعمال الكوميدية المعروفة، أشهرها: "عيلة خمس نجوم"، و"يوميات مدير عام"، و"الدغري"، و"دنيا"... وجاء خبر مقتل سوزان سلمان صادماً في أواخر الشهر السادس بعد تعرض منزلها لقذيفة غادرة في حي باب شرقي في دمشق، علماً أنّها من مواليد 1983، وهي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، وفي رصيدها العديد من الأعمال المسرحية والدرامية، آخرها "الحب كله"، و"نيو يوك" في رمضان الماضي. وفي مطلع شهر تموز (يوليو)، توفي الفنان القدير أدهم الملا في دمشق عن عمر ناهز الـ82 عاماً متأثراً بنوبة تنفسية بعد إصابته بمرض عضال. وقد تميز بأعماله الشامية آخرها "باب الحارة"، وقبلها "أيام شامية"، و"ليالي الصالحية"، و"حمّام القيشاني" وغيرها، إضافة إلى مشاركاته في أعمال مهمة منها "مرايا"، و"حي المزار"، و"خلف الجدران"، و"صلاح الدين الأيوبي"، علماً أنّه والد المخرجين بسام ومؤمن الملا. وحصد شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عميد الفنانين السوريين تيسير السعدي عن عمر 97 عاماً، وهو أحد أهم مؤسسي الفن السوري إذاعياً وتلفزيونياً وحتى مسرحياً. وقبل نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) بأسبوع واحد، ودّعت الدراما السورية آخر راحليها، وهو الفنان عصام عبجي الذي توفي عن عمر 65 عاماً إثر نوبة قلبية مفاجئة، ومن أهم أعماله "عودة غوار"، و"باب الحارة"، و"عيلة 5 نجوم". المزيد: حصاد 2014: الدراما السورية تتفوق على نفسها