تحاكي قصة حبّ عنترة بن شداد وابنة عمه عبلة بن مالك القصص الشعبية التي لا تزال الألسن تتناولها رغم مرور كل هذه العصور وتستمد منها أمثال العشق والهوى. لا شك في أنّها قصة في الحبّ والحرمان والشعر، نشأت منذ نعومة أظافر عنترة العبسي الذي عرف بلونه الأسود نظراً إلى نسله غير العربي من أب يدعى عمرو بن شداد وأم أجنبية سوداء حبشية الأصل. في إحدى غاراته على قبيلة عبس التي ينتمي إليها، أبدى عنترة شجاعة فائقة جعلت والده يعترف به بعدما تنكّر له في مطلع حياته شأنه شأن أبناء الإماء الذين لا يعترف بهم آباؤهم إلا إّذا ذاع لهم صيت يغنون به عن النسب. شجاعة لفتت ابنة عمه عبلة لينشأ بينهما إحساس قويّ وحبّ أسطوري تتغنى به الروايات والأساطير. حبّ لم يعرف المستحيل تقدَّم عنترة إلى عمه لخطبة ابنته ولكن اللون والنسب وقفا مرة أخرى في طريقه. لكن بدلاً من أن يرفضه، يقال إنّه طلب منه طلباً تعجيزياً هو إحضار ألف ناقة كمهر لابنته. فما كان من الفارس الشجاع إلا أن لبّى الطلب بعدما واجه أهوالاً جسيمة من العذاب، فتحقق له في النهاية حلمه، وعاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة ألفاً من عصافير الملك النعمان. ورغم تضارب المعلومات في ما يتعلّق بنهاية قصّة حبهما، إلا أنّ الأحاديث القديمة أوردت أنّه بعد ستة أشهر من زواج عنترة وعبلة، لم تظهر عليها أعراض الحمل. فخاض عنترة الكثير من الغزوات والحروب، وتزوج على عبلة نساء أخريات وخانها مع أكثر من 30 امرأة وفقاً لما ذكره كتاب "سيرة عنترة بن شداد". فمن هنّ زوجات عنترة وفق ما نقلت الروايات؟ • مهرية: أولى زوجات عنترة. التقاها في أرض إحدى المعارك وبات عندها الليلة من دون أن يدرك أنه تركها حاملاً منه. عندما كبر ابنها وتبارز مع عنترة، أخبرته الحقيقة، فأكرمها عنترة بأن جعل لها سراجق خاض بها في منزلها. • سروة: أميرة وقعت عين عنترة عليها في إحدى الغزوات. تزوجها رغم إعتراض والدها. تركها بعد ثلاث ليال قضاها معها من دون أن يدرك أنها حامل منه. تبارز عنترة مع ابنه من دون أن يعلم أنه ولده. • الهيفاء المعروفة بقناصة الرجال: كان عنتره صديقاً لأخيها ربيعة بن المقدم، تزوجها وأنجب منها عنيترة. ويقال إن الهيفاء كانت صديقة مقرّبة من عبلة وظلت كذلك. • غمرة: ظلت غمرة تحارب عنترة من دون أن يعلم أنها امرأة. وبعدما تعرف إليها، أغرم بها واغتصبها عنوة ثم تركها وهو لا يعلم أنّها حامل بابنه "غصوب" الذي لم تعترف به وربّته على أنه عبد من المقربين إليها. • مريم: هي التي طلبت الزواج بعنترة بعدما أعجبت به. تزوجها وتركها كغيرها خشية على عبلة والهيفاء. • مريمان: التقى بها في بلاط القيصر. تزوجها بعدما كان قد قتل أباها وقاتل أخاها، ورزق منها بولدين. • در ملك: فتاة من قبيلة بني كنانة، تزوجها عنترة وأنجبت له صبيّين. ختاماً: "لو ملك عنتر مئة امرأة سواي، ولو شئت رددته إلى رعى الجمال وحق ذمة العرب أنه يبقى لشهر والشهرين لم أدعه يدنو مني حتى يقبل يدي ورجلي، وإني معه هذا الزمان ما رزقت منه بولد" بهذه الكلمات كانت ترد عبلة على خيانة عنترة وتعدّد زيجاته عليها.