المقهى مهم في تاريخ الشعب المصري على المستوى السياسي والثقافي والاجتماعي، فالثورة العرابية بدأت من قهوة "متاتيا" في العتبة كان يجتمع فيها منظرو الثورة، مثل جمال الافغاني وعبدالله النديم. سعد زغلول وقاسم أمين كانوا أيضا من روداد هذا المقهى في فترة الشباب والتكوين.وكان "مجلس ثورة "52" يجتمعون في "مقهى عرابي" بميدان الجيش. كذلك هناك مقاهي الفنانين مثل قهوة "بعرة" في شارع عماد الدين يتجمع عليه الممثلين الكومبارس، وكذلك "قهوة وادي النيل" ما زال يتواجد بها الموسيقيين والعازفين. لعبة الشطرنج تلعب في النوادى والبيوت لكن في مصر توجد قهاوي مشهورة بلاعبي الشطرنج مثل قهوة "قشتمر" في منظقة الضاهر التى كتب عنها نجيب محفوظ رواية بعنوان"قشتمر"، وقهوة "زهرة الميدان" في السيدة زينب التي كان يجلس عليها الفنان سيد درويش، وقهوة "والى" بالاسكندرية ومقهى "صفية حلمي" في ميدان الأوبرا ومقهى "على بابا" في ميدان التحرير. ومن المقاهي المشهورة بتواجد المثقفين المصريين فيها مقهى "عبدالله" في ميدان الجيزة الذي كان يجلس به الكاتب الساخر محمود السعدني وزكريا الحجاوي، ومقهى الفيشاوي الشهير كانت تجتمع عليه شلة الحرافيش كل خميس. بدأت بنجيب محفوظ وعادل كامل، إنضم إليهم صلاح جاهين ومحمد عفيفي الكاتب الساخر وبهجت عثمان فنان الكاريكاتيروالممثل أحمد مظهر الذي أطلق عليها شلة الحرافيش. يقول دكتور فخري يوسف مؤسس وصاحب قهوة الحرافيش بشارع فيصل من 23 عام 1991م: إن كلمة الحرافيش ظهرة في كتابات المؤرخ "الجبرتي" حيث كان يصف أحوال الشعب المصري في دولة المماليك، فكانت تنقسم إلى طبقتين الأعيان والحرافيش أما الموظفين والحكام كانوا كلهم من المماليك. كلمة حرافيش تأتى من كلمة "حارة / مفيش " تشير إلى شخص معدم وليس له بيت أو حارة ينتمي إليها لكن عندما سافر رفاعة الطهطاوى إلى باريس كتب "وجدت في باريس نوعين من المقاهي، واحد للسادة واحد للحرافيش" ومقاهي باريس مشهورة أنها تمتلأ بالمثقفين والفنانين، لذا بدأت الكلمة تأخذ معنى مختلف. في قهوة الحرافيش هناك ركن لبيرم التونسي نجد به لوحة للفنان السوداني "حسن حاكم" أحسن من رسم الحارة المصرية. وكذلك ركن لصلاح جاهين وركن لمحمود السعدني وركن لنجيب محفوظ . مزينة جدران القهوة برسومات للفنان السوري "حسن أدلبي" ،وتم عمل ركن جديد للكاتب خيري شلبي من أيام بعد صدور كتاب "حكايات عم خيري" لابنته ريم خيري شلبي. كما نجد في قهوة الحرافيش تخت شرقي "تخت الحرافيش" يقوم كل يوم بتقديم أغاني شرقية قديمة لرواد المكان، وتعقد كل شهر مسابقة لأفضل قراءة لكتاب يتم أختياره كل شهر. كما تعقد مسابقات لاكتشاف المواهب في الكاريكاتير والتصوير الفواتوغرافي والمقال الساخر، ونلمس في ديكورات المكان أجواء تعكس أجواء الجمالية ومصر القديمة.