صعدت "آنا سيربو" (28 عاماً) إلى الميزان، ظل المؤشر الأحمر يرتفع ويرتفع حتى وصل 203 كيلوجرام! صرخة كبيرة صدرت عنها وانخرطت في البكاء. أجل إنه وزن يدعو إلى البكاء، لأنه يدعو للخوف. الخوف على جسدها من المرض والعجز والثقل، الخوف من أن يتوقف قلبها فجأة أو تدخل في غيبوبة سكّر، فخسارة الوزن ليست متعلقة فقط بالجمال والرشاقة، وهما أمرين هامين، بل بالصحة واللياقة التي تساعدنا على القيام بمهامنا اليومية في الحياة، نحو أطفالنا وعملنا وأحبائنا وأنفسنا. في الحقيقة إن وزن آنا وصل إلى هذا الحد خلال خمس سنوات فقط، منذ أن عملت طاهية في مطعم بيتزا، وأصبح طعامها اليومي البيتزا والفطائر التي يعدها المطعم والبطاطا المقلية والمشروبات الغازية، فهو أكل مجاني لها وتستطيع أن تأكل قدر ما تريد. حسن إذن، هو مجاني لكنه قاتل إذا كان طعامك اليومي. كان لا بد من المواجهة مع الميزان بعد أن انتفخت الشابة إلى هذا الحد، لتدرك أن عليها اتخاذ إجراء فوري وخسارة وزنها على الفور ومن دون تأجيل. تبيّن آنا في صحيفة "الهافنغتون بوست" البريطانية: "لقد أثر وزني على كل حياتي، حتى عملي أصبحت أجد صعوبة في إنجازه، كنت أحيانا لا أستطيع التنفس أو المشي إلى البيت، أو صعود الدرج وانتهى الأمر إلى فصلي من العمل لأنني لم أعد قادرة على الحركة في المطبخ بسهولة وسرعة". وتضيف "بعد فصلي من العمل أصبت باكتئاب وصرت آكل أكثر في البيت وأنا جالسة أمام التلفاز". اشتركت آنا في برنامج لتخفيف الوزن، يعمل هذا البرنامج على إدارة نمط حياة المنتسبين إليه، بحيث يتمكنوا من تغييرها. وبدلا من الطعام الذي تتناوله بشكل اعتباطي، تأكل أربع وجبات يومية بمقادير وأنواع محددة، معظمها من الأغذية الخام الغير مطبوخة، مع نسب قليلة من البروتينات والنشويات. يحضر المنتسبون أيضاً إلى جلسات أسبوعية نفسية، فالبدانة أيضاً لها أسباب نفسية وهناك ما يسمى بـ"اضطراب الأكل" الذي يحتاج إلى علاج سلوكي. كما يشترط البرنامج زيادة الحركة اليومية وممارسة الرياضة ولو مرتين أسبوعياً. قضت آنا في البرنامج 12 شهراً أي عاماً كاملاً خسرت فيها 120 كيلو جراماً. وعن هذه التجربة تقول "أشعر كأنني كنت عالقة في مصيدة وخرجت منها، أجل كنت مخنوقة داخل جسدي القديم، أنا الآن حرة وقوية وأريد أن أبدأ بداية جديدة". اقرأي أيضاً: احتفلت بالثلاثين وخسارة 100 كيلو في اليوم نفسه الحسناء بافاريا..بلاد القصور الخرافية