والإمارات تحتفي بالعيد الوطني الثالث والأربعين اليوم، نعود إلى الوراء ونقلب في سيرة أحد أجمل إماراتها درّة الخليج ودانته "دبي". أصبحت الإمارة الآن الآن أحد أشهر المدن في العالم، يسمع بها القاصي والداني، ويحلم الناس من الغرب والشرق بالسكن والعمل والعيش فيها. إنها المدينة المبهرة، ذات النهضة العمرانية التي ليس لها مثيل في الشرق الأوسط، بأبراجها وطرقها وأحيائها. تضرب إمارة دبي مثلاً للعالم في تعايش كافة الأجناس والشعوب والثقافات والأديان واللغات في مكان واحد صغير، كأنها تجسد المثل الشعبي "بيت الضيق يسع ألف صديق". وفي هذه الصور التي انتقيناه اليوم يظهر التطور المهدش منذ الستينيات إلى الآن، وتبدو دبي وكأنها معجزة كانت تتحقق عبر هذه العقود القليلة في عمر المدن. وأنها فعلت في وقت قصير ما تحتاج المدن الأخرى لمئات السنين لتحقيقه. ساعد في ذلك حكمة العائلة الحاكمة وقدرتها الفذة على إدارة المكان والانفتاح على العالم والتحلي بالأصالة، حكمة تعلّي من شأن الإنسان وتنفر من الهوية الضيقة والمغلقة على نفسها. هذه الصور هي جزء من صور "مركز الشيخ محمد للتواصل الثقافي"، وتحكي تاريخ إمارة دبي منذ أن كانت بقعة صغيرة يعمل أهلها في صيد الأسماك حتى هذه اللحظة من سيرة المكان الخلاّق. يمكن رؤية تطور أماكن بعينها مثل المنطقة المحيطة بدوار "الساعة" في منطقة "الديرة". ويمكن رصد تبدل طبيعة الأسواق من الشعبية إلى تلك المسقوفة أو المولات الضخمة. ومن المدهش رؤية وسط المدينة المفتوح كسوق في البضائع ملقاة على الأرض وفيه العتالين والباعة والمتسوقين على أرض ترابية مبلتة من المطر، إلى الصورة التي نعرفه بها اليوم من أفخم الأماكن الكتظة بالمتسوقين الأثرياء من كافة أنحاء العالم وبالمتاجر الفخمة لأغلى الماركات. وكذلك الحال بالنسبة لميناء دبي الذي أنفقت عليه الملايين في الخمسينيات ليصبح لائقاً بالسفن الكبيرة. أمّا بر دبي فيضم المدينة التاريخية أو دبي القديمة التراثية. وقد لحقه التطور العمراني بلا شك ولكن بعض المعالم الفلكلورية ظلت على حالها وحرصت الدولة على تجديدها وترميمها لتبق شاهدة على روح المكان الذي صنع هذه الأسطورة. اقرأي أيضاً: مقابلة وظيفية جعلتني أستكشف عالم دبي دبي مدينة يشتهيها الحيّ  قمة برج خليفة..أعلى نقطة مشاهدة في العالم