يمكن القول إنّ الفنانة صباح دخلت التاريخ مرتين: الأولى بفنها وبأعمالها التي خلّدتها ووضعتها في مصاف الأسطورة، وجنازتها التي أقيمت أمس مسجّلةً سابقة لا مثيل لها. أمام "كاتدرائية مار جرجس" في وسط بيروت أمس، رقص الناس ودبكوا وضحكوا تنفيذاً لوصية الصبوحة قبل وفاتها. هكذا، انتشرت حلقات الدبكة والرقص، وتزين الناس بصور الشحرورة، وعلت أغنياتها في وسط بيروت (تعلى وتتعمر يا دار، جيب المجوز يا عبود، راجعة ع ضيعتنا)، وعزفت لها فرقة الجيش اللبناني في عرس شعبي مليء بالفرح لا يوحي بتاتاً بأنّنا في مأتم. لكن حال وصول العربة التي تنقل الجثمان، غصّ الناس، واغرورقت أعينهم بالدموع، لكنهم مسحوها سريعاً، وتسارعوا للمس النعش بيدهم في لقاء أخير مع أيقونتهم، ونثروا الورود والأرز عليها. وكان لافتاً في الجنازة الحضور المصري الكثيف، إذ شاركت الهام شاهين، وسمير صبري، ويسرا، ولبلبة التي بدت متأثرة جداً، فيما انحصر الحضور السوري بالمخرج سيف الدين سبيعي والفنانة رويدا عطية. كما حضر النجوم اللبنانيون، أولهم راغب علامة، وماجدة الرومي، وهيفا وهبي، ونجوى كرم، وورد الخال، ومادونا، وليد توفيق وزوجته ملكة جمال الكون السابقة جورجينا رزق، وزين العمر، ورولا سعد... وفيما بدا التأثر واضحاً على وجه صباح ابن "الشحرورة"، تساءل كثيرون عن سبب غياب ابنتها رويدا عن الوداع الأخير لأمّها. وبعد التشييع، نُقل الجثمان إلى مسقط رأس الفنانة في بدادون.