الارتياب والشك وسوء الظن لا تعتبر دافعاً لتجسّس طرف على آخر مهما كان نوع العلاقة التي تجمعهما. للأسف، فإنّ بعض الفتاوى الدينية أجازت مؤخراً تجسّس الرجل على المرأة التي ينوي الإرتباط بها أو حتى المرتبط بها. هذا الأمر خلّف العديد من ردات الفعل الغاضبة التي اعتبرت الأمر تعدّياً على الحرية الشخصية وإنعدام الثقة وشكّاً لا يبرره سوى ضعف الشخصية. وبعيداً عن رأي الدين والفقهاء، نسلط الضوء اليوم على رأي علم النفس والمجتمع في موضوع التجسس والتلصّص. ينصح خبراء الأسرة والمجتمع ألا يبحر الزوج أو الشريك في مساوئ الظنون، فالغيرة تختلف عن الشك. الأولى تبقى مشروعة، شرط ألا تتطور وتصبح أمراً مبالغاً فيه، فيبدأ الطرف الأول بالتفكير في التجسس والتلصّص. ويؤكد هؤلاء أنّ الوصول إلى هذه المرحلة من شأنه أن يفسد العلاقة بين أي ثنائي مهما بلغت درجة التفاهم والحب بينهما. فالنكد في الحياة قد يؤدي إلى قطع العلاقة، خصوصاً أنّ الأساسي في الحياة الزوجية أن تكون مبنية على العشرة وحسن الظن بالآخر، مما يبعث على الحياة والهدوء والطمأنينة. ويشير الخبراء إلى أنّ المرأة في عصرنا الحديث، قللت كثيراً من شكّها في الرجل والخوف منه لأنّها أصبحت أكثر اهتماماً بأمورها واعتمدت على نفسها في أشياء كثيرة ونزلت إلى سوق العمل. ويختم العلم رأيه بالتجسس والتلصّص بالتأكيد على أنّ الثقة والاحترام والتفاهم هي أساس العلاقة الناجحة، مما ينمّي لغة الحوار والحكمة في التعامل. دراسات وأبحاث رغم أنّ بعض الأبحاث العامة أظهر أنّ النساء أقلّ مهارة من الناحية التكنولوجية من الرجل في عملية التجسّس، إلا أنّ ما توصلت إليه دراسة أجرتها "كلية لندن للاقتصاد" و"نوتنغهام ترنت يونيفرسيت" بيّنت أنّ حوالي 14% من النساء يتجسّسن على رسائل أزواجهن الالكترونية، و13% على رسائلهم النصية و10% على المواقع التي يتصفحونها على الشبكة العنكبوتية. وأشارت الدراسة إلى أنّ المرأة أفضل من الرجل في استخدام التكنولوجيا للكشف عن خططه، بل إنّ معظم النساء يتجسّسن على أزواجهن باستخدام أجهزة متطورة ومبتكرة للتنصّت والتصوير والتسجيل وكل ما يتطلبه عالم التجسس من أعمال خفية. فماذا سيكون رد فعلك لو علمتِ أنّه يتجسّس عليك؟ شاركينا!