وفقاً لاحصائيات "الاتحاد الدولي للسكري" (IDF) تم تسجيل نسبة 18?98? من سكان دولة الإمارات ممن يتعايشون مع مرض السكري في عام 2013. وعلاوة على ذلك، احتلت دولة الإمارات المرتبة الــ 15 بين جميع دول العالم بالنسبة إلى عدد الأشخاص الذين يتعايشون مع هذا المرض. كما تبلغ نسبة إنتشار المرض بين البالغين الذين تراوح أعمارهم بين 20 - 79 سنة 10?20?. إضافة إلى ذلك، ووفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن "الاتحاد الدولي للسكري" (IDF) فإن العدد الإجمالي لمرضى السكري، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 - 79 سنة لكل 1000 شخص هو 745?94. هذه الأرقام تعتبر مروعة ومقلقة لا سيما أنّ مسبّبات هذا المرض تشير إلى إتباع نمط حياة معين تقتضيه متطلبات العصر مع اتباع نظام غذائي غير صحي. حول هذا الجانب، يوضح الدكتور جوب سايمون، الاستشاري في أمراض الغدد الصماء والسكري في مؤسسة الرعاية الصحية في "مستشفى برجيل" في أبوظبي: “مرض السكري عبارة عن نوعين: النوع الأول هو حالة من المناعة الذاتية حيث يقوم الجسم بمهاجمة البنكرياس، مما يؤدي إلى فشله. أما النوع الثاني، فيعود أساساً إلى مقاومة الانسولين”. ويضيف: “الأنسولين هرمون يفرزه البنكرياس ويتجزأ من امتصاص خلايا الجسم للغلوكوز وتحويله إلى طاقة. ومقاومة الانسولين ينجم عنها قيام البنكرياس بإفراز كمية زائدة من الهرمون. ومع مرور الوقت، يفشل البنكرياس في إفراز هذه الكمية المرتفعة من الانسولين مما يؤدي إلى زيادة في مستويات السكر في الدم وبالتالي إلى مرض السكري من النوع الثاني". ووفقاً للاتحاد الدولي للسكري (IDF)، فإن مرض السكري من النوع الثاني أصبح متفشياً على نحو متزايد في أنحاء الإمارات، وبدأ يؤثر على جميع الفئات العمرية. ومقاومة الأنسولين ضمن هذا النوع عادة ما ترتبط بالسمنة والضغوط والخمول البدني. ويعزو الدكتور سايمون هذه العوامل كمسببات لارتفاع معدل مرض السكري من النوع الثاني في البلاد لا سيما مع ازدياد شعبية الوجبات السريعة وأشهر الصيف الحارة التي تحد من ممارسة الرياضة. كما يؤكد الدكتور سايمون على أنّ العامل الآخر الذي يسهم في هذه الإحصائيات، هو زيادة نسبة البدانة بين الصغار. ويوضح قائلاً: "مع خروج الأباء والأمهات إلى العمل، فإن العائلات تلجأ عادة إلى تناول الوجبات الجاهزة أو المعلبة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون الضارة والسكر والصوديوم. ويبدأ الأطفال في تناول الأطعمة غير الصحية في سن مبكرة، وباعتبارهم يقضون معظم أوقاتهم مع ألعاب الفيديو أو مع أجهزة الكمبيوتر، فإنّ هذا النمط غير المستقر يؤدي إلى السمنة وبالتالي يكونون أكثر عرضة لمرض السكري". ومع غياب علاج جذري معترف به لمرض السكري، يوصي الدكتور سايمون بإجراء فحص في حال ظهور أحد الأعراض التالية: زيادة معدلات الجوع والعطش، التبول المفرط، عدم القدرة على التركيز، عدم الاهتمام، فقدان الوزن بصورة غير طبيعية، الشعور بوخزات أو خدر في اليدين والقدمين وضعف أو ضبابية النظر. وفي حال ترك المرض من دون علاج، قد يؤدي إلى إصابة الشخص بالعمى أو الفشل الكلوي أو أمراض القلب والأوعية الدموية. وبمجرد تشخيصه، فإن أفضل طريقة للتحكم بمرض السكري هو ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي محدد. يقول الدكتور سايمون: "ابدأ بالمشي يومياً لمدة 30 دقيقة، ثم انتقل تدريجاً إلى الركض الخفيف مع الحرص على تطبيق نظام غذائي محدد”، ويضيف: “تعتبر الخضروات الخضراء المورقة واللحوم الخالية من الدهون والأسماك التي تحتوي على نسب عالية من زيت الأوميغا بمثابة خيارات جيدة. كما يجب تشجيع الأطفال على تناول الأطعمة الصحية في سن مبكرة. وبدلاً من تناول الدونات مثلاً، يمكنهم تناول الجزر وهكذا". من جانبه، يعلق كلانسي بو، المدير التنفيذي لـ "مستشفى برجيل" قائلاً: "تعتير زيادة التوعية حول الأوضاع الصحية المقلقة عالمياً والمتعلقة ببعض الأمراض مثل السكري أمراً ضرورياً للغاية، ونحن في "مستشفى برجيل" ملتزمون بالإسهام والمشاركة في الجهود العالمية المستمرة لتقليل الإصابة بمرض السكري". ويضيف: "إن التزامنا يمتد ليشمل جلب أفضل الخبرات الطبية العالمية وإدخال التقنيات العصرية المتفوقة لضمان حصول المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات على أفضل رعاية صحية ممكنة، ليس في الإمارات وحدها، بل أيضاً في المنطقة بأسرها". للمزيد: من “أنا زهرة” وصفة عشبية لمحاربة السكري السكري يؤدي الى أمراض أخرى؟