تقول الحكمة العربية القديمة "العبد في التفكير والرب في التدبير"، وربما ينطبق هذا المثال بشكل كبير على هذه الصبية السوريّة الهاربة من درعا لتعيش حياة اللجوء في مخيم الزعتري شمال الأردن. تبلغ روان من العمر 33 عاماً، حالها كحال كثيرات من النساء السوريات اللواتي ترمّلن وفقدن معيلهن الوحيد. فبعد أن استشهد زوجها في الحرب في سوريا أخذت أبنائها الخمسة وقطعت الحدود الأردنية، هاربة من الموت والعنف والقصف إلى اللجوء خوفاً على أطفالها وعلى نفسها. وكأرملة لم يكن أمام روان أي فرصة أخرى في المخيم سوى أن تعمل بنفسها لتعيل عائلتها وتوفر لهم قوت يومهم وعيشاً فيه الحدود الدنيا من الحياة الكريمة التي تؤمن حاجاتهم وتسد جوعهم. وهاهي تقف في الصورة بين فساتين المخطوبات والعرائس المزركشة، حيث تعمل بائعة في إحدى المحلات مقابل مبلغ زهيد يعادل الخمسة دنانير ونصف، بحسب صحيفة التيليغراف البريطانية التي كتبت عنها أمس. هذه الصورة التقطت هذا العام وهي واحدة من بين عشرات الصور التي تأتي ضمن تقرير مصور كبير تعده "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" حول الأرامل السوريات. وقد التقطتها المصورة الفوتوغرافية الأميركية إلينيا دورفمان. للأسف لا توجد أعداد دقيقة تخص نسبة الأرامل السوريات بسبب الحرب الأهلية في البلاد، ولكن يقدر عدد اللاجئين بتسعة ملايين ونصف نسبة النساء منهن أكثر من 51 %. منهم ثلاثة ملايين نزحوا إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق، وستة ملايين ونصف لجؤوا من مدينة سورية إلى أخرى داخل سوريا، ومئة وخمسين ألف سوري لجؤوا إلى أوروبا.