كلنا نتعرض لظروف صعبة وضغوطات تؤرقنا. ولكن هناك من يتعامل مع المشاكل بوعي كبير ومرونة وقدرة على التحصن ضد الاكتئاب، وآخرون سرعان ما يقعوا فريسة الإحباط والانكسار. فأي واحدة أنتِ منهم يا زهرتنا؟ نتمنى أن تكوني قوية العزيمة وألا تسمحي للمشاكل بسلب استقرارك النفسي...تعلمي معنا كيف تكونين أقوى: أولاً جميعنا يعلم أن الحساسية الزائدة تعذب صاحبها لأن الشخص الحساس غير مهيأ نفسياً لتحمل المواقف القاسية وقد ينهار أمام مشكلة صغيرة لا تستدعي سوى القليل من الصبر والثقة. لذلك فالمرأة الحساسة ذات البناء النفسي الضعيف تعاني بشدة من التفاعل السلبي مع المشكلة بينما قد تمر امرأة أخرى بنفس الظروف وتجدها قادرة على التغلب على مشاكلها بسلاسة دون أن تؤثر تلك المشاكل على نفسيتها بتلك الدرجة التي تعانيها المرأة الحساسة. فلا تكوني شديدة الحساسية وحاولي مواجهة المواقف بمرونة وعززي ثقتك بنفسك بشتى الوسائل واعملي على تقوية شخصيتك. لا تكوني هشة قابلة للانكسار أمام أي موقف صعب ولا تقنعي نفسك أنه ليس بإمكانك التخلص من تلك الحساسية في شخصيتك. بلى أنتِ قادرة على التخلص من تلك الحساسية السلبية التي تجعل دموعك تتساقط أمام مواقف تافهة وتجعلك انهزامية وسريعة الاحباط. اعلمي أن تقييمك الخاص للأمور يؤثر بشكل كبير سلباً أو إيجاباً على نفسيتك. فإن كنتِ من النوع الذي يسعى للتخفيف عن نفسه والتقليل من حجم المشكلة ويتجنب الغوص في مشاعر الإحباط فهنيئاً لكِ بهذه الشخصية المرنة وهذا التفكير السليم الذي يجنبك كثيراً من الألم. أما إذا كنتِ من النوع الذي سرعان مايتأثر بالمشكلة ويعاني الاحباط ويعيش دور الضحية ويشفق على نفسه فاعلمي أنك بتلك النفسية الهشة وطريقة التفكير السلبية تنحدرين بمعنوياتك إلى القاع. لا تكوني كالريشة في مهب الريح تنساقين مع الظروف بدون إرادة. يجب أن تكون إرادتك دائماً قوية وتصممين على النجاة بنفسك من حالة الاحباط التي تعاني منها. واعلمي أن القوة في مواجهة الظروف لا تعني مطلقاً أنه يجب عليكِ أن تكوني دائماً الجانب المسيطر والحازم. إنما القوة تعني عدم الضعف والانهيار أمام الظروف الصعبة بل التماسك والتصرف بحكمة وذكاء.. فمرات يتطلب منك الموقف الحزم وعدم قبول الواقع ومرات أخرى يتطلب منك المرونة والسلاسة والتعامل مع الموقف بأكبر قدر من الوعي وأقل قدر من العناد والرفض. استعيني بالله وادعمي نفسك ولا تكوني قليلة الحيلة ومستكينة وتنتظرين دائماً الدعم من الآخرين. بدلاً من أن تضيعي وقتك في الحسرة والقهر وتحصري تفكيرك بما حصل ولماذا حصل فكري بالخطوة اللاحقة وقولي لنفسك: إذاً ماذا علي أن أفعل الآن وكيف يمكنني أن أتصرف حيال الموقف. حاربي ظروفك بإرادة قوية واجتهدي في مقاومة المشاكل وتأكدي أن لكل مجتهد نصيب. وإذا لم يكن بإمكانك إيجاد أي حلول أمام ظرف ما تمرين به، فأفضل حل هو التجاهل وأن تلتهي بعمل شيء ما يملأ وقتك والجأي للترفيه عن نفسك حتى بأمور صغيرة تصرف تفكيرك عما يزعجك. اغلقي باب الأفكار السلبية وقاومي تماما الرغبة في التفكير بما يحزنك وتوقفي عن استحضار مشاعر الحسرة والألم، وسوف تجدين نفسك بالتدريج قد استطعتي فعلاً التخلص من المشاعر السلبية التي كنتِ تعاني منها. لا تحزني على خسارة ماضية أو موقف صعب قد مر وانتهى. وتذكري المثل القائل (لا تبك على اللبن المسكوب) لأنه لن يجدي نفعاً أبداً. فافتحي صفحة جديدة واكملي حياتك بعزيمة وإرادة للتقدم نحو الأفضل. إياكِ أن تكوني نموذجاً لتلك المرأة الضعيفة التي إن تعرضت لمشكلة استنزفت طاقتها بالغضب والإحباط وامتنعت عن العناية بنفسها وأهملت أمورها وغرقت في حالة الإحباط وكأنها في الواقع تعاقب نفسها بل وتجعل حالها يصبح أكثر سوءاً وتنحدر بنفسيتها إلى الهاوية بدلاً من أن تنهض بنفسها وتدعم معنوياتها. تذكري يازهرتنا دائماً الحديث النبوي الشريف الذي يقول: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف". فتغلبي على مشاكلك بالكثير من الإيمان والإرادة الصلبة.