تعتبر الغوريلا الجبلية من أندر الحيوانات على وجه الأرض، وتمثل عاملاً مهماً للجذب السياحي في رواندا. ولكن زيارة هذه الحيوانات التي تعيش في جبال فيرونغا البركانية تتطلب بذل الكثير من المال والمجهود. وتمثل عائدات الرحلات السياحية لمشاهدة الغوريلا الجبلية أحد مصادر الدخل الرئيسية في رواندا، والتي يتم استغلالها في تنمية البلاد. وذاعت شهرة الغوريلا الجبلية على مستوى العالم بفضل الفيلم الأميركي الشهير «غوريلا في الضباب»، المستوحى من حياة وأعمال الباحثة ديان فوسي المتخصصة في دراسة الحيوانات التي تنتمي إلى رتبة الثدييات العليا مثل القردة. وقد جاءت الباحثة الأميركية إلى رواندا في نهاية عقد الستينيات من القرن الماضي لدراسة طباع وخصائص الغوريلا الجبلية وقامت بتأسيس مركز الأبحاث "كاريسوكه" لحماية هذه الحيوانات من خطر الانقراض. ويرجع الفضل إلى الباحثة الأميركية في أنه لا تزال هناك حيوانات من الغوريلا الجبلية تعيش وسط غابات الخيزران المنتشرة حول جبال فيرونغا البركانية. وتعتبر زيارة هذه الحيوانات تجربة فريدة من نوعها تظل عالقة بالذاكرة إلى الأبد، والتي لابد أن يتضمنها أي برنامج سياحي إلى رواندا، حتى وإن كانت تكلفة التصريح للقيام بهذه الزيارة قد تصل إلى 750 دولاراً أمريكياً للفرد في اليوم الواحد. وعلى الرغم من أن الغوريلا الجبلية تعيش على جبال فيرونغا في كل من أوغندا والكونغو، إلا أن معظم السياح يفضلون زيارة هذه الحيوانات النادرة في رواندا. وأوضح حارس المحمية الطبيعية قائلاً: "بالطبع الغوريلا الجبلية لا تعرف الحدود السياسية بين البلدان". ولكن رواندا أصبحت، بعد مرور حوالي 20 عاماً على الإبادة الجماعية المدمرة لقبائل التوتسي، تمتلك شبكة طرق جيدة وآمنة، بالإضافة إلى انتشار الوعي بالحفاظ على البيئة والحيوانات التي تعيش فيها لما تدره على البلد من عائدات السياحة؛ حيث تتمتع الغوريلا الجبلية بأهمية كبيرة وتعتبر بمثابة ملكة متوجة في رواندا. وقد اجتذبت هذه الحيوانات خلال العام الماضي فقط ما يزيد على 25 ألف و400 سائحاً من مختلف أنحاء العالم، وجاء أكثرهم من الولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى الكثير من الجنسيات الأوروبية. وقد اكتشفت الحكومة الرواندية منذ فترة طويلة الإمكانية الاقتصادية، التي يمكن أن تعود بالنفع على البلاد من خلال الحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض. اقرأي أيضا: سفرك بحسب برجك...الدلو  دبي..مدينة يشتهيها الحي