أطلقت مؤخراً مراسلة قناة الحرة من بغداد مبادرة أتت عن طريق الصدفة، فشغلت من خلالها، وفي غضون ساعات فقط، صفحات التواصل الإجتماعي على الفيسبوك والإنستغرام بالعديد من المشاركات من النساء، مع مشاركة خجولة من الرجال لإنحسار المبادرة على صاحبات "الحقائب النسائية" وكتبهن التي يقرأنها في حينه على هاشتاك #تحدي_كتاب_الحقائب_النسائية أو #abook_in_my_bag. وفي حوار لموقع"أنا زهرة"، تحدثت لنا الشاعرة والإعلامية من العراق (صابرين كاظم) عن هذه الفكرة التي تحمل في طيها عمق وهدف نبيل، بأن تكون الحقيبة النسائية الأنيقة، حاملة إلى جانب مستلزمات التجميل والحاجيات شخصية، كتاب تسرق صاحبته من الزمن بعض الوقت لتقرأ منه على ناصية الطريق أو في الباص أو حتى وقت الإستراحة أثناء العمل. فهل سيلقى هذا التحدي تجاوباً وإنتشاراً كما حدث في التحديات الأخرى؟ هذا ما نأمله من خلال حوارنا مع صاحبة الفكرة. - من أين أتتكِ هذه الفكرة وكيف طرحتها؟ فكرة جائت بعد تجربة شخصية، فكنت قبل عدة أيام في فترة إستراحة داخل بيت تراثي قديم على نهر دجلة من بعد جولة عمل، وفي لحظات تأمل وربما ألم وحزن ووحدة، أعجبني إنعكاس الضوء داخل البيت، وعلى بالتحديد على حقيبتي المفتوحة وداخلها كتاب مفتوح، فمرت على بالي صورنا، نحن النساء العاملات ذوات الشخصية القوية، ممن يواجهن المشكلات بدون جزع، متسلحات بالوعي والمعرفة وكذلك الأنوثة، تماماً كما هن بعض صديقاتي. وتضيف: "الجمال لا يقف عند المظهر، ولا بطريقة المكياج والعناية بالشكل فقط، فهنالك جمال بعيد عن الأعين يمكن أن تحتويه حقيبة الأنثى، فالمرأة تكون أجمل وأقوى وهي محملة بالمعرفة ومطلعة على قراءات عديدة، وهذا ما ينعكس بالطبع على السلوك اليومي." - رمزي الحقيبة والكتاب مرتبطان بالتجوال والخروج إلى الأماكن العامة، فمن هن المشاركات في هذه المبادرة برأيك؟ إنها المرأة المدنية، الحرة، الواعية، تلك التي يكون الكتاب من أقرب الأشياء إلى يديها، فتسرق من الزمن وقتاً للقراءة، سواء في باص أو مقهى أو حتى خلال ساعات العمل. - كيف ستؤثر هذه الفكرة برأيك على نشر الوعي بأهمية القراءة؟ إنها فرصتنا لتبادل عناوين الكتب والوصايا بالقراءات، فمن خلال عرض صور الكتب، تبدأ التساؤلات عن العناوين والمضمون وتتكون ما يشبه مكتبة على مواقع التواصل الإجتماعي لتبادل الكتب والأفكار. وهي بلا شك فكرة تدعم تواصل من نوع آخر بين النساء، فدائماً ما نلاحظ في الوقت الحاضر الدور المهمش للمرأة، فتأتي في آخر القائمة، سواء في مشاريع العمل أو المراكز المهمة، لذا أعد هذه فرصة لتمكين المرأة. - الحقيبة النسائية عالم متنوع، ربما تعكس شخصية أو مدى إهتمامات حاملتها، فهل لمستِ هذا من خلال المشاركات؟ نحن النساء بالعادة لدينا ولع بالحقائب النسائية، وقد كشفت لنا مشاركات الصديقات العديد من الأمور المفاجأة، منها موديلات الحقائب التي تدرجت بين الفاخرة جداً والمتواضعة، والبعض منها كانت تحتوي على أكثر من كتاب! - ما ميزة كتب الحقائب النسائية؟ بعض النساء يفعلن كما أفعل بالعادة، بأن يحملن كتباً للطريق، وأخرى يحتفظن بها في البيت. بالطبع، كتب الطريق تكون خفيفة وزناً ومضموناً، بينما نحتفظ بالبيت بقراءات تحتاج إلى المزيد من التركيز وصفاء الذهن. وقد لاحظت مجموعة واسعة ومختلفة من المشاركات، الأغلب هي كتب روايات وسير ذاتية وشعر وتجارب حياتية، الكتب السياسية كانت الأقل. حتى أن بعض المشاركات كانت تشمل كتباً خفيفة، مثل روايات عبير، ذلك أن المشاركة حوت جميع النساء من موظفات وطالبات جامعة وفنانات تشكيليات وأستاذات وربات بيوت، ببساطة، فرحنا جداً بهذه المشاركة الواسعة. كما وصلتنا مشاركات من مختلف الدول العربية، ومن المحافظات، حتى من مدينة الموصل التي تمر بأوقات عصيبة، وهذا يثبت أنه مازال لديهم روح معنوية مرتفعة وأمنيات بحياة آمنة وطبيعية. -وجدنا بعض التعليقات من الأصدقاء الشباب يتهم الفكرة بالعنصرية ضد الرجال، فما ردكِ؟ نعم (تضحك)، بالفعل هذا صديقي فارس الكامل، وهو واحد من فريق مبادرة سابقة على الإنستغرام تفرض تحدي ( كتب أثرت في حياتك)، وهو صديق مشاكس ولطيف، وقد قام بالفعل بنشر صورة لحقيبته وداخلها كتاب، كما ساهم العديد من الأصدقاء بنشر الهاشتاك ودعمه وإن كان نسوياً. -قبل فترة شاركت بشكل فاعل في مبادرة "أنا عراقي.. أنا أقرأ"، فهل لهذه الفكرة رابط بالمبادرة تلك؟ هذه المبادرة وغيرها هدفها هو نشر الوعي والثقافة وإعادة الإهتمام بالكتاب، والأسباب تلتقي مهما أختلفت الطرق لتصب بهذا الهدف، بأن يكون لدينا جمهور جيد وواعي وبنّاء. - هل تتوقعين لهذه المبادرة الإنتشار، فهل سنجد ضمن المتحديات شخصيات من المشاهير والرئيسات؟ أنا مطمئنة من أنها ستنتقل، فقد بدأ الكثير من الأصدقاء الترويج للموضوع، حتى باتت الفكرة موضوع مهم يتناقلونها على صفحاتهم ويطلبون من الأصدقاء تحدي أصدقائهم الآخرين، وهكذا حتى تنتشر. المزيد: “كل عام وأنت حبي الضائع” رواية عن الخذلان والمغفرة أمل الجبوري: حاولت الانتحار خمس مرات والشعر أنقذني ظلال الغاردينيا” كتاب يروي حكايات مرضى التصلب اللويحي