يصير الاضطراب اللغوي المحدد الأطفال ويؤخر اتقان المهارات اللغوية لديهم مع عدم وجود أي مسببات واضحة كضعف السمع أو الشلل الدماغي أو التأخر العقلي أو المتلازمات الوراثية أو أحد الاضطرابات النمائية كاضطرابات طيف التوحد. و لهذا الاضطراب عدة تسميات متداولة بين المختصين مثل: اضطراب اللغة النمائي أو التأخر اللغوي أو الحبسة الكلامية النمائية. و يعتبر اضطراب اللغة المحدد من أكثر إعاقات التعلم انتشاراً بين الأطفال, حيث يصيب هذا الاضطراب 7 أو 8 أطفال من بين كل 100 طفل. و لم يستطع الخبراء و الباحثون حتى اللحظة تحديد السبب الذي يقف وراء هذا الاضطراب. إلا أن بعض الدراسات الحديثة تشير إلى دور الجينات في ظهور هذا الاضطراب. حيث ترتفع احتمالية وجود اضطرابات النطق و اللغة بين ذوي و أقارب الطفل المصاب باضطراب اللغة المحدد بنسبة أعلى من باقي الأطفال . حيث تشير التقديرات العلمية إلى أن ما نسبته 50-70% من الأطفال المصابين باضطراب اللغة المحدد يوجد لديهم فرداً واحداً على الأقل في عائلاتهم مصاباً بهذا الاضطراب. أما أعراض هذا الاضطراب فأهمها التأخر اللغوي حيث قد يتأخر الطفل بالكلام لما بعد السنة الثانية من عمره و قد يبدأ بالكلام في سن الثالثة و لكن بطريقة غير واضحة و مفهومة للآخرين. كما تظهر على الطفل صعوبات في تعلم المفردات الجديدة و التحاور مع الآخرين. كما تظهر على الطفل صعوبات في استخدام القواعد اللغوية بشكل صحيح. ومن هذه القواعد : حروف الجر و لام التعريف و تحويل صيغة الفعل من الماضي إلى الحاضر و العكس بما يتناسب مع الزمن الذي وقع فيه الفعل. بالإضافة إلى بعض القواعد الأخرى مثل استخدام واو الجماعة و تاء التأنيث و ألف المثنى و غيرها الكثير. ينبغي زيارة اختصاصي النطق و اللغة حينما يلحظ الأهل أي علامات تدل على التأخر النطقي و اللغوي لدى طفلهم أو أي مشاكل نطقية و لغوية أخرى. حيث يقع على عاتق اختصاصي النطق و اللغة مهمة إجراء التقييم و الذي يتم فيه تحديد نقاط القوة و الضعف و طبيعة المشكلة الموجودة لدى الطفل و مدى شدتها. و بعد أن يشخص اختصاصي النطق و اللغة طبيعة المشكلة، يشرع بتصميم خطة علاجية خاصة بالطفل تشمل أهدافاً علاجية يتم تطبيقها عبر جلسات تدريبية تتراوح مدتها بين الثلاثين و الستين دقيقة. كما يقوم الاختصاصي بتزويد الأهالي و الروضة بمجموعة من التوصيات العلاجية والأنشطة المنزلية و المدرسية التي ينبغي تطبيقها في البيت و الروضة كي يتم تحضير الطفل لغوياً من أجل دخول المدرسة. حيث يعرف هذا الاضطراب بتأثيره السلبي على التعلم و القراءة لدى الأطفال المصابين به. اقرأي أيضاً: ماذا تفعل ألعاب الفيديو بطفلك؟ اقرأي المقال لتعرفي مواقف طريفة للأطفال