"زوج الأم أم زوجة الأب" لا يهم. هما بنظر الغالبية شخصان ظالمان يمارسان القسوة بكل الطرق والوسائل. حقيقة قد تخشاها المرأة المقبلة على زواج جديد بعد طلاق أو ترمّلٍ سابق أثمر عنه أبناء. هؤلاء بالنسبة إلى الشريك الجديد ليسوا أولاده، وبالتالي هو غير ملزم بحبّهم أو تربيتهم. لا شك في أنّ الزواج للمرة الثانية والثالثة أمر طبيعي للمرأة والرجل، إلا أنّ مسألة إعادة تركيب العائلة مع زوج أو زوجة أب بوجود الأبناء، تبقى مدار بحث وتحليلات وأقاويل تتعلق بأهمية توافر المحبة والحنان اللازمين لتحقيق الثقة المتبادلة للعيش المشترك. فكيف يمكن إعادة تركيب العائلة وبناء علاقة جيِّدة مع أولاد الشريك أو الشريكة؟ ولماذا يرفض الأبناء هذه العلاقة؟ في التالي رأي علم النفس وبعض الإرشادات لعلاقة سليمة وناجحة. • من وجهة النظر النفسية، يؤكد إختصاصيّو علم النفس ميل عدد كبير من الأبناء إلى رفض زواج أمّهاتهم مجدداً بسبب عوامل نفسية مهما تفاوتت أعمارهم. • أبناء كثر يرفضون زواج أُمّهاتهم مرّة أخرى خوفاً من أن يحلّ رجل آخر محل والدهم واعتبارهم سلطة زوج الأُم عليهم غير شرعية. • غيرة الأبناء على والدتهم كونها أصبحت تحت هيمنة رجل غريب. • كلما كان الإبن صغيراً، كلما ازدادت قدرته على التكيف مع الوضع الجديد أكثر من المراهق، والناضج. • في حالة القرابة العائلية، قد يكون تقبّل زوج الأُم أسهل مقارنة بالغرباء. • من أبرز القضايا التي تؤثر في الأبناء هي أن تتركهم أمهم وتذهب للعيش في بيت زوجها الجديد بعيداً عنهم ما يجعلهم يفقدون الأُم والأب في آن. • على الأم أن تضع مصلحة أبنائها فوق كل اعتبار، على أن تحرص على أن يمتلك هذا الشريك مشاعر حب حقيقية للأبناء. • ضرورة استعداد الزوج الجديد للتعامل مع الأبناء بحبّ. • على الزوجين إعادة تركيب العائلة معاً من خلال الحوارات التي تحصل قبل الزواج. • ضرورة ترتيب لقاءات بين الشريك الجديد في العائلة والأولاد للتعارف واستكشاف الشخصيات بقدر المستطاع. • إشراك الشريك الجديد في الأنشطة المشتركة مع الأبناء للتقرب منهم. • حاجة الشريكين كما الأطفال إلى المشاعر المتبادلة وتقبل بعضهم بعضاً. • عدم استعجال الأمور وإتاحة الوقت الكافي للتعود على الفكرة. • وعي الأطفال بأنّ لا أحد يحل محل الأب أو الأم الحقيقية. • على الشريك الجديد ألا يلعب دور البديل، بل ينبغي له إيجاد مكان ودور مختلفين في العائلة الجديدة. • على الأم أن تلعب دوراً أساسياً في تقريب وجهات النظر بين زوجها الجديد وأولادها من علاقة سابقة، فهي العضو الأساسي في هذه العائلة المركبة. • على الشريكين معرفة أنّ الولد هو الذي يفتح الباب أمام الشريك الجديد للتقرب من الأولاد من خلال الثقة الذي يمنحها للشريك في ما يتعلق بالتعامل مع الأطفال. • معرفة أنّه لا يمكن لأحد أن يحبّ طفلاً أكثر من ابنه، ولكن هذا لا يعني التمييز في المعاملة أو التفريق بين الأولاد. • ختاماً، لا بد للطرفين من أن يؤمنا بأنّ الحبّ للأولاد ليس عفوياً بل نتيجة ثقة ومعاملة وراحة متبادلة. ملاحظة: المقال أعلاه ينطبق على الرجل في زواجه الجديد من امرأة غير الأم البيولوجية للأبناء.