ما أكثر الزوجات المخلصات المحبات لأزواجهن الراغبات في الحفاظ على عش الزوجية بكل الصور وبشتى الطرق ومقابل ذلك تبدأ بعضهن في التنازلات عن بعض الأمور لإرضاء الزوج، حتى وإن كانت أمورا مخالفة للشرع، ظناً من المسكينة أنها إن لم تنفذ له رغباته ونزواته فقد يتزوج عليها فترضخ له مطيعة وهي تعلم أن ما تفعله بحق نفسها جريمة نفسية وشرعية. ومن أهم وأكبر تلك الحالات المتكررة بشكل بدأ يقلق المتخصصين هو طلب الزوج من زوجته بأن يمارس معها العلاقة الزوجية من الدبر والعياذ بالله . ولا يخفى على عاقل مثقف أن هذا الأمر مخالف للشرع بكل الصور وهو فعل قوم لو، بل ويحق بسببه طبقا لقوانين الدول العربية الاسلامية أن تطلب الزوجة الطلاق من القاضي لما فيه من ضرر بالغ على الطرفين نفسيا وشرعي. قال تعالى :(نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم) ومعنى أنى شئتم أي الجماع بأى وضع لكن يكون الالتقاء بالمكان المصرح به شرعا، وهو قُبل الزوجة وليس الدبر ومما يؤ كد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم "ملعون من أتى امرأة في دبرها" وقوله تعالى (أنى شئتم) معناه عند جمهور العلماء من صحابة وتابعين وأئمة أي من أي وجه شئتم مقبلة ومدبرة وعلى جنب لكن في مكان الحرث أي موضع ولادة الولد وهو الفرج. إذن لا حجة لأي زوج متنطع في الدين أن يستحل ذلك مهما كان ما سيحصله من لذة لأننا بشر لنا دين ورب يجب أن يطاع، ولسنا بهائم تبحث عن لذتها فقط دون وعي أو إدراك أو مرجع شرعي ولو قلنا غير ذلك لفعل كل منا ما يريد باسم اللذة والمتعة وانتهت المسألة بنا لأسفل سافلين . ولو بحثت عن سبب تلك الظاهرة كما ذكرت السيدة مها التي جاءت تطلب الطلاق لأن زوجها مصمم على إجبارها على النوم معها من الدبر بحجة أن ذلك سيسعده وسيصرف قلبه وعقله عن الحرام. قلت لها : وهو ما يريده منك أكبر حرام فردت : أعرف. قالت : السبب هو الأفلام الإباحية الغربية التي يتبادلها مع أصحابه على الموبايل وكلها طبعا تمارس بها العلاقة من الدبر كشيء عادي عندهم وأضافت إنني أطلب الطلاق وكلي حزن على بيتي وأولادي ، ولا أدري هل أطيعه كما نصحتني صديقة لي بالعمل حيث أنها يقع معها نفس الموضوع ولكنها تطيعه وتقول : لقد وجدت لذة مع زوجي في ممارسته وطالما عاجبه فميش مشكلة . وهنا كان ردي حاسما للزوجة وقلت لها: إن ما تقوله صديقتك وهم وما نسمعه عن تلذذ المرأة بالأفلام الإباحية بالجماع من الدبر تمثيل في تمثيل لأنها طريقة مؤلمة للمرأة تؤدي لأمراض خطيرة مثل السلس البرازي وتهتك فتحة الشرج والبواسير والنزيف والالتهابات وهي الباب الأول للإصابة بالإيدز . لقد ارتكب هذان الزوجان إثما كبيرا وأغضبا ربهما واعتبرا أنه لا توجد مشكلة مع أنه نوع من الشذوذ الجنسي ، وليس معنى اتفاق اثنين على باطل يجعله حقا ولا اتفاق الناس على معصية أو جريمة سيجعلها فضيلة، كلا وألف كلا فالعلاقة من الدبر محرمة مهما استلذ بها الزوجان أحدهما أو كلاهما ومن لا يريد غير طريق الحق فهو حر وليتحمل وزره وعاقبة فعلته المنكرة قال النبي الكريم "لا ينظر الله يوم القيامة لرجل أتى امرأته في دبرها" ويقول ناصحا الزوج" اتق الحيضة والدبر وقال تعالى : "وأتوهن من حيث أمركم الله". قلت لها بالنهاية : خذي زوجك لعالم دين أو مستشار أسري ليساعدك على إقناع زوجك بترك تلك العادة المقيتة وإلا لو لم ينته عنها فالطلاق هو الحل. ولا مجاملة في ذلك هذا هو ما أقر به الشرع وسنته القوانين بدولنا العربية والإسلامية ويكفي ما يلحق بالزوجين من أضرار جسدية بسبب تلك العلاقة المحرمة وصدقيني ما حرم الله شيئا إلا وفيه مضرة للإنسان. اقرأي أيضا: زوجتي فضحتني بمكان عملي تفاصيل الحياة مع أسد