تتضمن الدورة المرتقبة من «فن أبوظبي» الذي تنظِّمه «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» في الفترة بين 5 – 8 نوفمبر برنامجاً عاماً متعدِّد الأبعاد من الفنون والحوارات والإبداعات بتجلياتها المختلفة. وتستقبل الدورة السادسة من «فن أبوظبي» حشداً من الفنانين والمُقتنين وخبراء الفنون وصالات العرض الفنية المتخصصة في الفن الحديث والمعاصر حول العالم. وفي هذا الصدد، قالت ريتا عون-عبدو، المدير التنفيذي لقطاع الثقافة في «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»: "يحتفل برنامج هذا العام من فن أبوظبي بالمتاحف والمؤسسات الثقافية التي سيتم افتتاحها في العاصمة الإماراتية، ويعكس السرد المتحفي لهذه المؤسسات. ويتألف البرنامج من ثلاثة أقسام رئيسية وهي: الحوارات التي تمثل منتدى يومي يلقي الضوء حول أهمية المتاحف كوجهات ثقافية جديدة ورائدة في المنطقة؛ وبرنامج الفنون الأدائية الذي يستكشف الثقافات العالمية والتواصل بين الشعوب، ومواضيع مثل العلاقات الإنسانية وارتباطها بالطبيعة والزمان والثقافة والأفكار المتبادلة بين الشعوب؛ وآفاق الذي يضم مجموعة من الأعمال التركيبية الضخمة وفنون التصميم والعمارة ويمثل تفاعلاً مباشراً وعلى نطاق أوسع مع الجمهور والمجتمع في أبوظبي". الحوارات: يتضمن «فن أبوظبي» المنتدى اليومي الذي يهدف إلى تعريف الجمهور بشخصيات بارزة تشكل مجتمع الفن العالمي، ممَّن يشاركون في الدورة السادسة من الحدث لإثراء الحركة الإبداعية الفنية الإماراتية. ويستلهم برنامج هذا العام فعالياته من "حياة المتاحف الحديثة"، بما في ذلك المتاحف العالمية التي ستُفتتح في جزيرة السعديات وتمثل فضاءات للمعرفة والفنون الأدائية والتجربة الإبداعية. وفي هذا السياق، تنعقد سلسلة «اللوفر أبوظبي: حوارات الفنون» بمشاركة أسماء لامعة من أمثال جان نوفيل، وإيرنستو نيتو، وفينست بوماريد؛ بعنوان "المتاحف كوجهات لتجارب جديدة" ومحاضرة أدائية يقدمها مارتن كريد بعنوان "ما هو الفن؟". وفي إطار تعريف الجمهور وجذبه للالتقاء بالفنانين وأعمالهم يقدم المنتدى حوارات لفنانين كبار مثل ريتشارد لونغ الشهير، أحد مؤسِّسي حركة «فن الأرض»، وحوارات ملهمة لكل من حسن حجاج وجوب سميتس (من «ستوديو جوب») اللذين تجسِّد أعمالهما رؤيتهما المختلفة لمفهوم الثقافة الشعبية. وستتم أيضاً مناقشة مقتنيات متحف جوجنهايم أبوظبي وسيتم عرض جزء منها أمام الجمهور من خلال معرض «أبعاد مضيئة.. مختارات من مقتنيات جوجنهايم أبوظبي» الذي سيُدشَّن بالتزامن مع «فن أبوظبي». ويقدم أعمالاً فنية تفاعلية وملهمة تستخدم الضوء كوسيلة ومصدر إلهام في آنٍ معاً. وستنعقد جلسة حوارية عامة لتعريف الجمهور بثلاثة من الفنانين المشاركين بالمعرض، هم: أنجيلا بولوك، ورشيد قريشي، وشيرازه هوشياري. الفنون الأدائية: كذلك تتضمَّن الدورة السادسة من «فن أبوظبي» برنامجاً من العروض الأدائية الحية والأعمال الفنية التفاعلية بعنوان «ساعات وألوان»، وهو برنامج يرتبط بدقات الساعة ويقدم لحظات فنية أدائية تثري تجربة كل زائر مع محتوى تفاعلي يتغير بشكل مستمر. وسترتبط ساعات محددة من كل يوم بلون معين (أزرق، برتقالي، بنفسجي). وخلال هذه الأوقات، سيجتمع الزوار لمتابعة العروض الفنية التي ستمتاز بأشكال متداخلة وألوان خاصة. وتماماً كآلية عمل الساعة، ستسلط فعالية «ساعات وألوان» الضوء على لحظات محددة من أيام فن أبوظبي لتقرب بذلك الجمهور من المشهد الثقافي العالمي الذي ستكون عليه العاصمة أبوظبي في المستقبل. وبوحي من المخطوطة الفرنسية الشهيرة "ساعات دوق بيري الغنية"، والتي تستخدم تقنيات الإضاءة وفنون الخط التي تشتهر بها الفنون الإسلامية والشرقية، ستوضح فعالية "ساعات وألوان" هذا الترابط عبر عدد من الفعاليات الأدائية كعرض الفيديو الذي يتضمن موسيقى لنيلز فراهم ويسلط الضوء على أعمال فنية مختلفة من الحقبة المصرية القديمة وصولاً إلى العهد الحديث؛ وعرض Killer Road للفنانة الأسطورية باتي سميث والذي يشكل استكشافاً صوتياً وتأملياً لفكرة الحركة الدائمة ودورة الحياة والموت، وعرض Nioun Rec (وحدنا فقط) للفنانة أمالا ديانور، وهو عبارة عن حوار ارتجالي بين الموسيقى التعبيرية وفن الأداء، وعرض Rising Carpet وهو عبارة عن عمل فني تشكيلي للفنان موسى سار. وتمثل الفنون الأدائية جانباً مهماً من برنامج «فن أبوظبي»، إذ تنعقد مجدداً هذا العام فعالية الفنون الأدائية «دروب الطوايا» التي ستنطلق من أرض الحدث في نوفمبر قبل أن تتوسَّع زمانياً ومكانياً لاستكشاف طوايا المدينة حتى بداية عام 2015. وهذا العام تستحضر «دروب الطوايا» عوالمَ روايةٍ شهيرةٍ تعود إلى القرن الثاني عشر هي رواية «حي بن يقظان» لابن طفيل، المفكر والفيلسوف والطبيب والشاعر العربي الأندلسي. وتستكشف الرواية ذات المضامين الفلسفية العميقة أبعاد العلاقة المتداخلة بين الإنسان والطبيعة وعلاقته بالعالم المحسوس من حوله. وستركز «دروب الطوايا» على العروض الأدائية بالتعاون مع مؤسسات ثقافية وإبداعية محلية وعالمية لعرض "موسيقى الورق"، أول عرض من نوعه بالشرق الأوسط، وهو ثمرة تعاون بين وليام كيندريج، أحد أعلام الفنون البصرية، والملحِّن فيليب ميلر والتي تستكشف العلاقة بين الصوت والصورة. وعرض SSS Shore Scene Soundtrack للفنان سيفديت إيريك الذي يستوحي حركة وصوت أمواج البحر. أما عرض That Night Follows Day للفنان تيم إتشيلز ومؤسسة Forced Entertainment الفنية والذي سيقدمه 16 شاباً من مدينة أبوظبي وسيستكشف بأسلوب فكاهي وترفيهي أساليب التربية والتعليم والنظام والعناية؛ وعرض Automobile للفنان جو نامي والذي يستكشف الحرية الصوتية التي تمتاز بها الصحراء المحيطة بمدينة أبوظبي. أفاق: وسيتفاعل «فن أبوظبي» هذا العام على نحو مباشر مع الجمهور من خلال «آفاق»، البرنامج الذي توسع من مفهوم عرض أعمال تركيبية ونحتية ضخمة على أرض المعرض نحو مواقع عامة أخرى في جزيرة السعديات وأنحاء مختلفة من العاصمة الإماراتية أبوظبي، الأمر الذي يتيح لقطاع واسع من الجمهور فرصة الاستمتاع بالأعمال التركيبية والنحتية لعدد من الفنانين من أمثال فرانسوا موريليه، وسوبود غوبتا، وشيلبا غوبتا، ومحمد كاظم، وشاهناد هاشميان، وآي وي وي وغيرهم. كما يجمع «فن أبوظبي» التراث الملموس والحي للإمارات العربية المتحدة مع أفكار التصميم المعاصر ليواصل إبراز السمات الفريدة للفنانين الإماراتيين الناشئين عبر برامج فنية مثل مشروع أجنحة «فن أبوظبي» الذي يتيح لفنانين ومصممين إماراتيين فرصة تقديم تصاميم مبتكرة ترتكز، بشكل أو بآخر، إلى شعار "جناح" «فن أبوظبي». وبالإضافة إلى ذلك، سيُتوَّج برنامج «المصمِّمون الإماراتيون» بعرض نماذج أولية أبدعت باستخدام عناصر من البيئة الإماراتية من قبل فنانات إماراتيات هن فاطمة الزعابي، ونورة العوار، وخلود شرفي (من شركة التصميم متعددة المفاهيم TINKAH). وسيكون لفن العمارة نصيبٌ وافر من اهتمام «فن أبوظبي»، فهو يمثل أحد محاور تطوير العاصمة الإماراتية بشكل عام. وهذا العام قام «فن أبوظبي» بتكليف Anarchitect، المؤسسة المعمارية ذات الأفكار المبتكرة التي تتخذ من الإمارات مقراً لها، بوضع تصوُّر جديد للرَّدهة الفسيحة لمنارة السعديات بحيث تتضمَّن مساحة لمتجر «آرتيفاكت» وعرضاً لأعمال مصممين إماراتيين.