إذا جاءت الصدمات والطعنات من شخص بعيد قد تكون أهون وأقل تأثيرا على حياتنا وقلوبنا من أن تأتى الطعنة من صديق مقرب، يعرف كل شيء عنك وعندما ينعم الله عليك بنعمة يغار منك، ويتمنى زوالها ولو بالكذب ولو بالزور ولو بالطعن في الشرف والعرض .

وهذا ما وقع مع الزوجة غدير التي جلست أمامنا تلملم جراحها وتحاول إيقاف دمعتها لكنها لم تستطع.

تقول غدير : كانت حنان أعز اصدقائى طوال تسع سنوات. كنت أعرف في قرارة نفسي أنها تغار منى لأنى أجمل منها وأكثر خُطّابا ومستوانا المادي أعلى منهم.

كنت ألاحظ أنها تريد تطفيش كل من يتقدم لى عندما أخذ رأيها.  ولاحظت أثناء خطوبتى من محمد أنها تنتقده بينى وبينها لكنها تبدي إعجابها به عندما تجمعهما أية مناسبة. وكان أحيانا يخبرني بأنها تتصل به بين الحين والأخر لكنه لم يخبرنى بما يدور بينهما بالتفصيل حتى فاجئنى القدر .

بعد عقد القران بأسبوع فوجئت بأن زوجي يتهمنى بسؤاله لي : هل أنت بكر؟  وكان السؤال صدمة ومفاجأه كبيرة لي.

فقلت له: كيف تسألنى هذا السؤال وأنت تعلم أني لم أتزوج من قبل فهل تشك في أخلاقي؟

 فقال : لقد أخبرتنى صديقتك المقربة بهذه المعلومة وأصبحت لا أعرف من الصادقة منكما ومن الكاذبة.

 وعرفت أنها صديقتى حنان التي تحقد علي وتغار منى ، أغلقت الهاتف في وجه زوجي وظللت أبكي حتى أستشرت أحد العلماء فنصحني بأن أثبت له أني بكر لأقطع الشك باليقين فذهبنا سويا إلى الطبيبة وتأكد الزوج أنني بكر .

قلت لها: وهل انتهت المشكلة إلى هنا ؟ ردت الزوجة : لا لم تنته لأن أهله قد عرفوا القصة كاملة وأنتقل الخبر إلى أهلي وكبر الموضوع . قلت لها: لماذا ؟ قالت : لأن أهله طلبوا أن يوقع علي الكشف مرة أخرى للتأكد أني بكر بوجود أخواته فرفضت ورفض أهلي تلك الاهانات وجئت أطلب الطلاق من زوج لا يثق بزوجته حتى قبل أن أكون معه في بيت واحد هل ترى من حل لمشكلتي يا سيدى ؟

الجواب : أن قضيتك يا ابنتى تعلم كل فتاة آلا نصاحب إلا الناصح الأمين. قال صلى الله عليه وسلم ( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ) فالصاحب الذي يحب صاحبه بحق لن يحقد عليه ولن يحسده الصاحب الحق يتمنى لصاحبه الخير ويكون سترا وغطاءا لصاحبه لا يفضحة ولا يخذلة ، فكان يجب عليك من البداية ألا تستمرى في صداقتها خاصة بعد أن عرفتِ خبثها والأحاديث الجانبية الغامضة بينها وبين خطيبك .

ثانيا : لا يحق لأهل زوجك أن يطلبوا هذا الطلب الذي فيه رائحة الادانة وسيف الإهانة.بل كان ينبغى على زوجك أن يكون ستر وغطاءً عليك فلا يحكى لأهله. لأن مثل هذا الزوج سيكون غير أمين على أسرار بيته مستقبلا وهذا الموضوع بالذات في الشرف والعرض لن تعالجه الأيام بل سيظل عالقا بذاكرتك وبذاكرة أهل زوجك وستقع مشاكل كثيرة مستقبلا.

فالحل : إما يعتذر لك زوجك ويرد لك اعتبارك مرة أمام أهلك وأمام أهله مرة أخرى ليقطع ألسنة كل من تطاول عليك. وإما أن تستمرى في طلبك للطلاق لأن من لا يثق بك اليوم يصعب أن يثق فيك غدا وأحمدي الله على كل حال .

اقرأي أيضا: دراسة حديثة: نكد النساء خمس ساعات اسبوعيا تفاصيل الحياة مع أسد