تتطوّر الحياة وتختلف المفاهيم باختلاف الوقت والزمان. اليوم بات الفرد أمام العديد من الخيارات التي قد يفضّلها على سواها وفق بيئته وثقافته وحالته المادية. وقد لا تفرضها الظروف المادية فحسب، بل الأهل أيضاً، وهو لا يستطيع الاعتراض عليها. منذ زمن، درجت العادة في بعض المجتمعات أن تكون شبكة العروس مؤلفة من أقراط وسوار وعقد وخاتم، يقدّمها العريس هدية لعروسه خلال عقد قرانهما وزواجهما. ومع اختلاف بعض العادات والثورة على التقاليد، وظهور عدد من القطع التي تغني عن شراء طقم كامل اليوم، لم تعد العروس ملزمة بما هو متوارث من جيل إلى آخر، فهي صاحبة أسلوب خاص ومن حقّها اختيار ما تريد بعيداً عن رأي العائلتين، فيكفي أن تذهب وعريسها إلى محل الصاغة لتختار ما يناسبها في الشكل، والموضة وماديات الشريك لكن بحسب الإتفاق. إلا أنّ دراسات حديثة تعيد تسليط الضوء اليوم على شبكة العروس وكلفتها، خصوصاً دراسة أجراها باحثون في جامعة "إيموري" الأميركية لإقامة مقارنة بين خواتم الزفاف الباهظة والمقبولة الكلفة وبين أصحابها لمعرفة متوسط عمر كل زواج. وأوردت الدراسة أنّ الشبكة التي تكلّف أقل من 2000 دولار، تستمر زيجات أصحابها لفترة أطول، ويكونون أقل عرضة لخطر الطلاق، بينما مَن يرتفع ثمن شبكتهم عن المبلغ المذكور هم أكثر فئة تتعرض للطلاق بعد أشهر. وأشارت إلى أنّ أصحاب الخواتم الباهظة عرضة للطلاق 3.5 مرة مقارنةً بالذين يكتفون بتلك القليلة. وبينت الدراسة أنّ الاضطرابات المتعلقة بالمسائل المالية والديون من التفسيرات المحتملة للعلاقة بين النفقات والطلاق، فارتفاع فواتير الشبكة قد يؤدي إلى كره متبادل بين الأزواج. للأسف، لم تعد الشبكة في قيمتها المعنوية بل المادية، مما يجعل عملية شرائها تخضع لعوامل عدة يجب التفكير فيها قبل اتخاذ القرار بامتلاكها. وبينما نصحت الدراسات العروس بعدم شراء الشبكة تحت ضغط الصديقات والأقارب، بل يجب أن تكون الوحيدة صاحبة القرار وقت الشراء، أكدت أنّ الحب لن ينتهي طالما هناك حياة لكنه يحتاج إلى جهد للبحث عنه والوصول إليه. وعلى العروسين وأي طرفين في علاقة ما العمل على المحافظة عليه لأنّه كالرزق يأتي من دون ترتيبات وهو عطاء بلا مقابل سوى سعادة الطرف الآخر وأهم ما فيه أن يكون متبادلاً وإلا فلن يصمد طويلاً.