لندن، باريس، ميونخ...جميعها مدن أوروبية تعج بالسواح العرب في كل موسم وكل يوم من السنة، وأعتقد أن هذا كان السبب الرئيسي في حماسي هذه المرة لزيارة جزيرة أوروبية تختلف فيها طريقة الحياة عن باقي المدن والعواصم التي سبق أن زرتها عدة مرات. انطلقت رحلتي من مطار دبي والوجهة النهائية هي جزيرة "مايوركا" في إسبانيا، ولمن لا يعرفها فهي إحدى أكبر الجزر السياحية في إسبانيا، وللوصول إليها لا بد من التوقف في محطة أو أكثر عبر إحدى المدن الأوروبية، وأفضل الخيارات التي وجدناها كانت إما عبر مدريد أو برشلونة أو فرانكفورت، واخترنا الأخيرة كون أن مجموعة جميرا الفندقية كانت مستضيفةً لي في هذه الرحلة، لذا قررنا الاستفادة من وجودنا في أوروبا وزيارة وجهتين في آن واحد مختلفتين عن بعضهما من حيث الطبيعة الجغرافية والثقافية ولكن كلتا الوجهتين لا تقلان جمالاً عن بعضهما. جزيرة مايوركا الإسبانية عند وصولي إلى مطار العاصمة "بالما الدولي" في جزيرة مايوركا، فوجئت بحجم المطار! فقد كان كبيراً جداً، وهو أمر لم أتوقعه، خصوصاً أننا لم نكن في العاصمة أو حتى في إحدى المدن الرئيسية، بل في جزيرة على ساحل البلد، وأحببت أنه كان مليئاً بالمحال التجارية المتنوعة التي توفر للسياح فرصة التسوق فيه والاختيار من بين أفضل الماركات الأوروبية. استقلتني من المطار سيارة خاصة كانت بانتظارنا بالتنسيق مع فندق ومنتجع جميرا بورت سولير، واستغرقت الرحلة حوالي 25 دقيقة من المطار إلى الفندق. مع دخولنا وسط منطقة خليج بورت سولير أو قرية الصيد بورت سولير بدأت علامات الطرق تدلنا على المسارات للوصول إلى الفندق قبل أن يطل علينا مبناه الضخم الذي يظهر معلقاً بين البحر والسماء على حافة الجبل وعلى ضفاف الساحل الشمالي الغربي البديع والصافي لمايوركا وتحيط به سلسلة جبال "ترامونتانا". يتمتع الفندق بموقعٍ مدهشٍ ونادر جداً، حيث تحد القوانين الجديدة من البناء بالقرب من البحر، ولكن منذ أن استلمت مجموعة جميرا إدارة الفندق قامت بتجديده ليتمتع اليوم بتصميمٍ عصري وحديث يجسد التراث المحلي للجزيرة ويحافظ على تاريخ المبنى الأصلي للفندق. يحتضن هذا الفندق الدافئ 120 غرفة وجناح تطل على البحر أو الجبال المحيطة الموزعة على 11 مبنى ترتبط بحدائق رائعة يفوح منها شذا الأزهار وشجر البرتقال. جميع الغرف والأجنحة تتمتع بمناظر أخاذة لا تحدها أي مبانٍ نظراً لموقع الفندق المرتفع، لذا يعد هذا المكان ملاذاً رائعاً للباحثين عن الهدوء والفخامة والمناظر الطبيعية الخلابة. ويحتوي الفندق على ثلاثة مقاهٍ ومطعمين رئيسيين يتمتعان بشرفات خارجية تتميز بإطلالاتها الرائعة ومذاق أطباقها اللذيذة، وأنصحكم بتناول وجبة الفطور من البوفيه اليومي الغني والمتنوع، والغداء من الأطباق الإسبانية التقليدية والمأكولات البحرية في مطعم "كابرويج"، ولا تفوتوا غروب الشمس مع تناول العصائر المنعشة في مقهى "سن سيت لاونج" والعشاء في مطعم "إس فانالز" الذي يقدم أطباق التاباس الإسبانية بطريقة عصرية. إجمالاً تتمتع كافة غرف الفندق بمساحة واسعة ولكن لأجنحته نكهة خاصة أبهرتنا في تصميمها الأنيق ومساحتها الكبيرة، ومن أبرزها جناح المنارة الذي يمضي بك نحو أفق مدهش من الفخامة عبر طابقين مستقلين مع منظر مفتوح لخليج بورت سولير، قبالة منارة كاب رويغ مباشرة، وجناح المرصد الفلكي بمساحة 157 متر مربع مع مدخل خاص لخصوصية تامة، أما جناح الميناء وهو أحدث الإضافات إلى الفندق وهو بمثابة منزل يقع على الطرف السقلي للمنتجع ويتمتع بخصوصية تامة بمعزل عن مباني الفندق العشرة الأخرى ويتميز بإطلالة لا تحدها حدود على الجبل والبحر من خلال جدران زجاجية وتصميم عصري يبرز التصميم المايوركي بوضوح من خلال قطع الثاث واللوحات الفنية لرسامين محليين. ماذا نفعل في مايوركا؟ ومن الأنشطة الترفيهية التي أنصحكم القيام بها أثناء وجودكم في جزيرة مايوركا: - زيارة تاليس سبا في فندق ومنتجع جميرا بورت سولير. أجواء المنتجع الهادئة تبعث على الاسترخاء ومع زيارة السبا ستستعيدون النشاط والحيوية من خلال قائمة العلاجات المتنوعة التي يوفرها، حيث يستوحى السبا قائمة علاجاته من البيئة المحلية المحيطة فيستخدم البرتقال وزيت الزيتون في بعض من مستحضرات العلاج ويستقبل السبا ضيوف من خارج الفندق أيضاً. - التنزه حول الفندق بالدراجات أو مشياً على الأقدام والاستمتاع بصوت الطبيعة ورائحة الزهور العطرة وصولاً إلى ميناء سولير الذي يبعد عشرة دقائق عن الفندق، حيث تجدون المطاعم المطلة على البحر والمحلات التجارية لبيع التذكارات والبضائع المحلية التي تشتهر بها مايوركا كسلات القش، والأحذية من الجلد الطبيعي والأواني الزجاجية يدوية الصنع. - ركوب القطار وزيارة وسط سولير القديم: تستغرق هذه الرحلة حوالي 15 دقيقة في القطار من ميناء بورت سولير في قطار الترام التقليدي الذي يعد من أقدم القطارات في أوروبا الذي تجري صيانته بشكل مستمر ويعد من إحدى وسائل النقل الرئيسية في الجزيرة. يمكنكم زيارة الكاتدرائية والمحلات التجارية العصرية التي يغلب عليها محلات الأزياء والأحذية وأنصحكم بتناول الآيس كريم من إحدى المقاهي المطلة على الساحة. تبلغ قيمة الرحلة 5 يورو للشخص الواحد. ويمكنم من وسط المدينة الانتقال إلى العاصمة بالما عبر القطار من المحطة الرئيسية أو أو عن طريق سيارات الأجرة التي تبلغ كلفتها حوالي 45 يورو. - تحضير مربى البرتقال: الفكرة تبدو غريبة نوعاً ما ولكنها زيارة أكثر من رائعة يمكنكم من خلالها الذهاب في جولة في حقول ومزارع الحمضيات مع جلسة لتحضير مربى البرتقال والليمون أو الاكتفاء بالأخيرة والتعرف على أنواع البرتقال وتاريخ الزراعة وأنواع زيت الزيتون في متحف الزراعة. تستغرق هذه الفعالية من 2 – 4 ساعات وتكلفكم بين 15 – 28 يورو للشخص الواحد وتأخذون ما صنعتم من المربى لتهدونه لأحباءكم. - رحلة بحرية وغداء إسباني تقليدي: يمكنكم تنسيق قارب شراعي سريع عن طريق الفندق للانطلاق في رحلة بحرية واكتشاف سحر الطبيعة الخلابة لجزيرة مايوركا حيث ستجدون قصور لمشاهير وفنانين عالميين منتشرة في الجبال والكهوف التي يسرد تاريخها أهل المنطقة كأسطورة القراصنة ومخابئهم السرية في أحد الكهوف ورسوماتهم الجدارية وطرقهم السرية إلى أعالي الجبال. وننصحكم بالتوقف وتناول الطعام في أحد المطاعم المنتشرة بين الجبال لتذوق طعم طبق البايلا الاسباني الأصلي المطهو على الفحم بأيدي نساء قرويات وتأمل جمال الطبيعة ونسمات البحر العليلة. جميع الأنشطة التي ذكرتها لكم يمكنكم تنسيقها عن طريق فريق الكونسيرج في الفندق الذي يمكنه تزويدكم بالعديد من النشاطات الأخرى. هذا كان جدول الرحلة لمدة ثلاث ليال في مايوركا، استمتعت كثيراً بوقتي هناك بين أحضان الطبيعة المايوركية الخلابة وأنصحكم بزيارتها بالتأكيد إن كنتم تبحثون عن وجهة جديدة يقصدها القلة النادرة من العرب وتمنحكم الفخامة العربية التي نبحث عنها عادة في جولاتنا السياحية من خلال فندق جميرا بورت سولير الذي يفتح في موسمي الربيع والصيف فقط (مارس – نوفمبر). وكما ذكرت للوصول إلى مايوركا لابد من التوقف في محطة في أوروبا قبل متابعة الرحلة، واخترنا فرانكفورت الجميلة، التي سأحدثكم عنها في مقالٍ منفصل الأسبوع القادم على "أنا زهرة" فانتظرونا!   اقرأي أيضا: شواطئ مايوركا وفنادق ميليا موطن الجمال الإسباني مايوركا الإسبانية: فندق يخصص غرفا للنساء فقط مدينة جميلة اسمها بوزنان