مقال من الدكتور حازم رضوان آل اسماعيل/ اختصاصي السمع و النطق  والخبير مع موقع "أنا زهرة" اضطراب المعالجة السمعية أو اضطراب المعالجة السمعية المركزي هو أحد الاضطرابات التي تصيب ما نسبته 5% من الأطفال في سن المدرسة. و لم يتم الحديث كثيراً عن هذا الاضطراب و خاصة في الميادين التربوية و التعليمية في عالمنا العربي لذا فمن السهل الوقوع في الخطأ في تشخيص الطفل و بالتالي اتباع أساليب علاجية لا تتناسب مع حالة الطفل. الجدير بالذكر أن اضطراب المعالجة السمعية لا يعد على أنه ضعفاً في السمع، فالطفل المصاب باضطراب المعالجة السمعية لا يعاني من ضعف في السمع بل يعاني من مشكلة في تفسير المدخلات السمعية في الدماغ، فبإمكان الطفل سماع الكلمات لكنه لا يستطيع فهم وتفسير بعضها. و من الجدير بالذكر أيضاً أن اضطراب المعالجة السمعية لا علاقة له بالوظائف العليا للدماغ مثل الإدراك و اللغة. و يسهل الخطأ في تشخيص هذا الاضطراب حتى في بلاد الغرب كالولايات المتحدة و التي تعد من الدول الرائدة في مجال اضطرابات السمع و النطق في العالم. فليس كل من يعاني من صعوبات في فهم المدخلات السمعية يعاني من اضطراب المعالجة السمعية. فالأطفال المصابون بالتوحد مثلاً يعانون أيضاً من صعوبات في فهم المعلومات السمعية و لا يعود السبب في ذلك إلى اضطراب المعالجة السمعية بل يعود إلى اضطراب التوحد و الذي يصيب جملة من وظائف الدماغ. و ينطبق الأمر ذاته على اضطراب فرط الحركة و نقص الانتباه، حيث يظهر الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة و نقص الانتباه صعوبات في الاستماع للآخرين، و يرجع سبب صعوبات الاستماع تلك إلى مشاكل الانتباه  التي يعاني منها الأطفال المصابون بفرط الحركة و نقص الانتباه وليس اضطراب المعالجة السمعية، فالمعالجة العصبية للمدخلات السمعية سليمة لدى الأطفال المصابين بفرط الحركة و نقص الانتباه. أما أعراض الاضطراب فتشمل صعوبة الاستماع في الضوضاء و صعوبة اتباع التعليمات و صعوبة التمييز بين الأصوات الكلامية المتقاربة ( مثل صوت السين و الزاي، و صوت التاء و الدال)، كما يعاني الطفل المصاب باضطراب المعالجة السمعية من مشاكل في القراءة و التهجئة. و لتقييم الاضطراب لا بد من زيارة أكثر من اختصاصي مثل اختصاصي النطق و اختصاصي التشخيص التربوي و اختصاصي السمعيات. و لا يوجد عدد محدد من الأعراض لتشخيص الاضطراب. أما التشخيص النهائي فهو من مهمة اختصاصي السمعيات، فاختصاصي السمعيات هو الشخص الوحيد القادر على تشخيص الاضطراب عبر القيام بجملة من الفحوصات التي تجرى في غرفة معزولة خاصة بالفحوصات السمعية. و يصعب القيام بهذه الفحوصات للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 7 أو 8 سنوات. أما بالنسبة للعلاج، فلا يوجد برنامج أو طريقة علاجية مناسبة لجميع الحالات نظراً للفروق الفردية بين الأطفال. فلو نجح أحد الأساليب العلاجية في علاج أحد الأطفال فليس بالضرورة أن يكون ناجحاً مع بقية الأطفال المصابين بنفس الاضطراب. وتختلف الأساليب العلاجية في طبيعتها، فبعضها يعتمد على تغيير بيئة التعلم أو التواصل الخاصة بالفرد، و بعضها يقوم على تقوية و تعزيز الوظائف الأخرى للدماغ كتعويض لضعف المعالجة السمعية و من تلك الوظائف نذكر : اللغة و الذاكرة و الانتباه و القدرة على حل المشكلات. وبعض الأساليب العلاجية تعتمد على تقديم الأجهزة الالكترونية للطفل لمساعدته على الاستماع.