أثّرت الحرب الدائرة في سوريا على كل قطاعاتها بدءاً بالاقتصاد مروراً بالثقافة والفنون وليس انتهاءً بالحياة الاجتماعية. ولأنّ الدراما كانت من الصناعات الثقيلة في سوريا، فقد هبطت أسهمها إلى أدنى مستوى منذ انتفاضتها على صعيدي الكم والنوع، مع محاولة القائمين عليها إنعاشها حتى آخر قطرة عرق. وحصدت الحرب أرواح أربعة فنانين خلال السنوات الأربع بمعدّل فنان كل سنة، فقُتل كل من القدير ياسين بقوش، والشباب محمد رافع، وطارق سلامة، وسوزان سليمان، إضافة إلى المخرج بسام حسين الذي سجّل نفسه كأول ضحية بعدما اغتيل على أيدي مسلحين مجهولين. بعد ذلك، أعلنت إحدى قوى المعارضة عن اغتيال رافع بعد خطفه وانقطاع الاتصال معه لمدة ثلاثة أيام، إذ وجد مقتولاً في حي برزة في دمشق، وهو الشاب الذي جسّد دور "إبراهيم" في مسلسل "باب الحارة" كما شارك في "رجال الحسم" و"أنا القدس"، و"الانتظار"، ونزار قباني" و"عائد إلى حيفا" وغيرها من المسلسلات. أما سلامة، فقد باغتته قذيفة هاون عند خروجه من منزله برفقة طفله في حي مخيم اليرموك في دمشق، فقُتل الاثنان على الفور، بعد أيام قليلة على اختتام مشاهده في مسلسل "ياسمين عتيق". أما بقوش صاحب الشخصية الشهيرة في "صح النوم"، فقد تعرّضت سيارته لقذيفة "آر. بي. جي" في حي القدم في دمشق أنهت حياته على الفور. وخلال ذهابها للإطمئنان على صديقتها، سقطت قذيفة إلى جانب سوزان سلمان في حي باب شرقي في دمشق لتنهي حياتها قبل أن تشق طريق النجومية بعدما قدمت أعمالاً عدة آخرها "الحب كله"، و"نيو يوك" الموسم الماضي، و"حدث في دمشق" في الموسم الذي قبله. ونجت فنانات كثيرات من الموت المحتم كتولين البكري وليلى سمور، وحتى أمل عرفة التي نجت من قذيفة سقطت شظاياها بالقرب منها عندما كانت تصوّر مشهداً من مسلسل "ضبوا الشناتي" خلال شهر رمضان. المزيد: علاقة متباينة بين الفلك وفنانات سوريا