لا شك في أنّ الانفصال بين شريكين تقاسما حياة مشتركة لسنوات وتبادلا حلوها ومرها ليس أمراً سهلاً. الخَبَر السيّء في الأمر أنّ تخطي العلاقة نهائيّاً لن ينجح قبل بضعة أشهر. هذا ما كشفته دراسة حديثة أظهرت أنّ تخطّي الإنفصال يتطلّب شهراً لقاء كلّ سنة حب. ووجدت الدراسة البريطانية التي تطرّقت إلى تأثير الانفصال في نفسيّة الإنسان أنّ "الشفاء من ألم الفُراق يتطلّب شهراً إضافيّاً في مُقابل كلّ سنة حبّ. بمعنى آخر، تحتاج المرأة 5 أشهر على سبيل المثال لتخطّي علاقة دامت 5 سنوات". وأكدت الدراسة أنّه رغم اتخاذ المرأة القرار بطلب الانفصال في معظم الأحيان، إلا أنّها في الحقيقة لا تعي حاجتها للوقت لتخطّي عذاب الفراق والبُعد. وأشارت إلى أنّ المرأة تتطلب 20 في المئة أكثر من الرجل كمدة زمنية للشفاء من ألم الانفصال لعلاقة دامت 5 سنوات، و30 في المئة أكثر لعلاقة استمرت 10 سنوات. سبب وعلاج ويعود سبب حاجة المرأة وقتاً أكثر من الرجل لتخطّي الفراق إلى جعلها العلاقة العاطفيّة أولويّة في الحياة. لكن عندما لا تجد النتيجة المرجوّة، تقرر الانفصال رغم علمها بالألم والبؤس اللذين سيُسبّبهما الفراق. أما الوسيلة المثلى لعلاج الألم الناجم عن الانفصال، فهو "الوقت" وفق الدراسة، في حين يرى علم النفس أنه مع اتخاذ هذا القرار، يعيش كلّ شخص تلك الحالة حسب شخصيته ونضجه النفسي. وشددت الدراسة على أنّ الانفصال العاطفي يأتي غالباً نتيجة اختلالات زوجية معينة يعجز الزوجان عن حلّها، ما ينتج عنها تدمير كامل للعلاقة. أما الرجل، فترى الدراسة أنّه ينظر إلى الأمور السلبيّة الطارئة بإيجابيّة أكثر من المرأة، وبالتالي يتمتع بالقدرة على التكيّف مع الوضع الجديد بسهولة أكبر، بل إنّ نسبة كبيرة منهم تشعر بالتحرّر، ويحسّ كثيرون بأنّهم صاروا أكثر جاذبيّة بعد تعرُّضهم للرفض العاطفي وانفصال حبيباتهم أو زوجاتهم عنهم. وكشفت الدراسة أنّ الرفض يعتبر أكثر الأمور إيلاماً التي يصعب على المرء تقبلها، إلا أنّ الرفض أمر حتمي لكل شخص في الحياة "فجميعُنا سنتعرض للرفض يوماً ما وفي مجالٍ حياتي مُعيّن، لكنّ السيطرة على ردود أفعالنا والحصول على دعم معنويّ كبير أمرٌ يساعدنا في تخطّيه بأقلّ أضرار ممكنة" كما ختمت الدراسة.