"الأرض الجديدة" عنوان العمل الذي تشتغل عليه الفنانة الإماراتية فايزة مبارك حاليا. إنها أرض أبو ظبي التي تحمل وجه الإمارة الجديد في منطقة السعديات. "الجمال ليس فقط حولنا الجمال قد يكون تحت أرجلنا" تقول مبارك لموقع "أنا زهرة"، وتبين أن العمل الذي سيعرض في مساحة خارجية outdoor يتكون من خمسين قطعة، وقد رسمتها على المعدن بأحجام مختلفة وبمساحة 30 X 30. ومن المتوقع أن تنتهي منه في الأسابيع القريبة المقبلة. تتحدث مبارك عن "الأرض الجديدة" فتقول "هذه التجربه لا تقف عند محطة واحدة حيث أنها مستمرة بالتطور والنمو إلى مالا نهاية، أشكال ورموز ومساحات ملونة تسقط من الخيال على سطوح بيضاء لتحولها الى لوحات ذات تمييز تقني وفكري لا يمكن التغافل عنه، فهذه التجربة التي قمت بها تجربة شخصية في طياتها دلالات كثيرة اذ تتقبل التأويلات من ناحية المتلقي". مبارك مفتونة بالمكان والسفر في آن واحد. الإقامة في الوطن والكشف عن الوجه الجديد للمكان الإماراتي. فهذه جزيرة السعديات تنمو وتصبح تجمعا للمؤسسات الثقافية وصالات المعارض الفنية والمتاحف العالمية، مما يطرح هوية جديدة للمكان، وهو الموضوع الذي يشغل مبارك. هوية المكان، التراث الإماراتي والرموز القديمة. أما السفر والترحال فهو الهواء الذي يتنفس منه الفن. عن ذلك توضح مبارك "للسفر قيمة كبيرة وأثر على الفنان، ليس فقط لأنه يطور التقنية التي يعمل بها التشكيلي، لكنه يغني المخزون المعرفي ويعلم العين فن التلقي والنظر للوحة وتأمل الفن. وتؤكد مبارك أهمية السفر لاسيما وأن المنتج العربي الفني يحتاج لما يغنيه ويثريه ويطوره. وفي هذا التعلق الإشكالي بالإقامة والترحال تعيش وتتنفس الذاكرة. فالعمل الثاني الذي تقوم مبارك حاليا بدراسة طريقة تنفيذه هو تجهيز Installation "الذاكرة والرائحة". الرائحة بوصفها العنصر المستفز للذاكرة والمحرض على الماضي والجالب للذكريات. خيار الفن الذي أخذته مبارك لم يكن سهلا، فمما لاشك فيه أن المجتمع الإماراتي أصبح منفتحا وأن مكانة المرأة في تسمح لها بممارسة الفنون المختلفة بحرية، ولكن البدايات صعبة دائما. تقول مبارك "لم أعاني من مشكلة تقبل أنني فنانة من عائلتي ومجتمعي، لكن الصعوبة في إدراك قيمة ومعنى أن أكون فنانة. والصعوبة التالية في البداية كانت أن أجد من يكتشف هذا الفن ويعرضه ويقدمه". ولكن هذه الصعوبات أصبحت خلفها، فمبارك الآن تدرس الماجستير في إدارة المتاحف بجامعة السوربون بأبو ظبي. هذا بالإضافة إلى مشاريع الإقامة التي تقوم بها كفنانة، فقد قدمت في فرنسا عملين الأول بعنوان "أبو ظبي على السين" والثاني "حوار الطير". الحوار هو أساس أعمال مبارك، فكما تقول إنها لا تحب أن تنفذ أعمالا هي محورها، فهي لا تريد محاورة نفسها. تريد أن تورط هذا المتلقي في حياة العمل الفني معها. الفن شراكة بين يد الفنان وعين المتلقي، مبارك على عكس معظم الفنانين الذين يتنكرون للانهماك بالمتلقي، تعلن هذه العلاقة الصريحة والاهتمام المباشر بكل من تقع عيناه على أعمالها. اقرأي أيضا: ميرة القاسم تحكي “حدوتة مصرية” بصور الآيفون الفن في البيت..أين تعلقين اللوحة؟