اعتقلت السلطات الإسرائيلية جنوب تل أبيب أمس أربعة متظاهرين اسرائيلين من اليمين المتطرف. وجاء الاعتقال بعد أن تظاهرة ضمت 200 شخص تجمهروا خارج حفل زفاف جمع شابة اسرائيلة تركت الديانة اليهودية واعتنقت الإسلام لتتزوج ممن اختاره قلبها وهو الشاب المسلم الفلسطيني من عرب 48. وقع الشاب محمد منصور في حب الشابة موريل مالكا واختار الاثنان المقيمان في يافا الزواج ليتوج هذا الحب. ولكن هذا القرار بين اثنين عاشقين استفز اليمين الإسرائيلي المتطرف. وقد علق بعضهم على موقع توتير أنه لا يقل تطرفا ضد العرب مما كان النازيون ضد اليهود. وقد تمت حراسة الزفاف لحماية العروسين من المظاهرة، بعد أن تقدم الاثنان قبل الزفاف بطلب لمنع المظاهرة ضد حفل زفافهما. غير أن المحكمة رفضت هذا الطلب معتبرة إياه مساسا بحرية التعبير، ويبدو أن حرية التعبير أهم لدى الديمقراطية الاسرائيلية من حرية اختيار شريك الحياة. وفي الحقيقة أن محمد وموريل كانا أيضا يمارسان حقهما الحر في اعتناق الدين والزواج وهو امر شخصي وقرار فردي يخص الاثنان فقط. وقد استمرت قصة حب العروسين خمسة أعوام، حاولت فيها إقناع والدها وأقاربها ولكن بلا جدوى، فتحولت إلى الإسلام وتزوجت من شريك حياتها منصور. وقد تظاهر خارج حفل زفاف جماعة "ليهافا" كلمة عبرية تعني "الشعلة". وهي كذلك كلمة تعبر عن رفض التزاوج بين اليهود والعرب، وقد حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها أن الاختلاط بالزواج هو من الهولوكوست، وهتف مجموعة منهم "الموت للعرب". من جهة أخرى، اجتمع أيضا المؤيدون لهذا الزواج وتظاهروا ضد المتطرفين حاملين لافتات مكتوب عليها "فقط الحب سينتصر". وعلى القناة الإسرائيلية الثانية ظهر العريس ليصرح " لا شي يمكن أن يحدث ويفسد فرحتي بزفافي سنرقص حتى يطلع الفجر، نحن مع التعايش في هذه البلاد". اقرأي أيضا: لاجئات سوريات في شوارع بيروت مراجيح العيد في غزة..رغم أنف الحرب