استطاعت هنا شيحة التمرّد على ملامحها الهادئة والرقيقة لتفاجئنا في السنوات الأخيرة بتقديم شخصيات غير تقليدية وبعيدة عن شخصيتها. وكانت "أم أم" التي قدمتها في مسلسل "السبع وصايا" قد لفتت انتباه الجمهور الذي كان ينتظر مشاهدها الرومانسية مع أحمد عرنوس. لذلك التقينا بها لتحدثنا عن تفاصيل الشخصية وتكشف لنا أسرارها مع القرد الذي ظهر معها في العمل. هل كنت تتوقعين هذا النجاح لشخصية "أم أم" التي قدمتها في "السبع وصايا"؟ لم أكن أعلم كلّ هذا الحب وردود الأفعال التي حققتها "أم أم"، إلى درجة أنّ الجمهور أصبح يناديني باسم الشخصية بعد عرض الحلقات الأولى. وما تفسيرك لحب الجمهور لهذه الشخصية؟ لأنّ "أم أم" شخصية خفيفة الظل. ورغم الشر الذي يبدو عليها، إلا أنّها طيبة جداً وهي كباقي البشر تحوي تناقضات الخير والشر، فضلاً عن أنّ الجمهور كان يحبّ مشاهدها مع أحمد عرنوس كونها كانت تتسم بالكوميديا والقفشات. وكيف جاء ترشيحك للعمل؟ تلقيت اتصالاً هاتفياً من مؤلف العمل محمد أمين راضي والمخرج خالد مرعي، وأبلغاني بترشيحي للعمل. ووافقت فور قراءتي الحلقة الأولى منه. وكيف تحضّرت لشخصية أم أم من ناحية الشكل والملابس؟ تحدثت مع المخرج في تفاصيل الشخصية منذ البداية وساعدتنا "الاستايلست" دينا فتحي في الملابس، وخصوصاً أنّ "أم أم" تظهر بأكثر من شكل. في الحلقات الأولى، ظهرت بالخمار ثم بالنقاب. كما استعنت بالباروكة بمساعدة الكوافير ايهاب فريد. لذلك بدت الشخصية طبيعية للغاية، واعتقد كثيرون أنني قمت بإطالة شعري. وماذا عن قصة الحب التي جمعت "أم أم" و"عرنوس"؟ طبعاً سعيدة بالعمل مع وليد فواز الذي قدم شخصية أحمد عرنوس، لكن خلال التصوير لم نكن نخطط أن يكون هناك خط رومانسي بين الطرفين. لذلك فوجئنا بردود أفعال المشاهدين خلال عرض المسلسل. وهناك مَن دشّن صفحات عبر فيسبوك تحمل اسم "أم أم وعرنوس"، فهي قصة حب على الطريقة المصرية وتتواجد في المناطق الشعبية. حدثينا عن القرد الذي شارك معكما في المسلسل؟ في البداية، القرد اسمه "هاني" وتعاونا معه بمساعدة المدرب الخاص به. تدربنا كثيراً على كيفية التعامل معه. وبالفعل تعودنا عليه إلى درجة أنني بكيت بالفعل خلال مشهد وفاته. وما هي أصعب مشاهدك في المسلسل؟ شخصية أم أم كلها صعبة، لأنّها تركيبة نفسية ثقيلة وهناك مشاهد أثرت فيّ إلى جانب مشهد موت القرد. هناك مشهد غرق "عرنوس"، إذ بكيت بالفعل أنا ووليد فواز قبل أداء المشهد وبعده أيضاً وتأثرت به. بالرغم من أنّ البعض اعتبره مشهداً كوميدياً لكنني أراه كوميديا سوداء. لاحظنا في السنوات الأخيرة تمردك على أدوار الفتاة الهادئة، هل تعمّدت ذلك؟ بالطبع، فقد قررت التمرد على دور الفتاة الهادئة بعدما حاصرني المخرجون به لسنوات وبدأت التمرد في مسلسل "طرف تالث" وقدمت شخصية فتاة تسعى لمصلحتها ثم قدمت شخصية "نوسة" في مسلسل "موجة حارة" ومن ثم شخصية أم أم، علماً بأنّ الشخصيتين بعيدتان عني. وما حقيقة أنك تمنعين أبناءك من مشاهدة أعمالك الجريئة؟ أنا لم أمنع أبنائي من رؤية أي عمل لي لأنني ربيتهم على أن يشاهدوا ما يناسبهم ويناسب أعمارهم، وليس لمجرد المنع لكن هذا أمر طبيعي، فأنا لم أقدم ما أخجل منه ولكن هناك موضوعات تناسب أعمارهم ويستطيعون استيعابها وهناك أعمال لا يستفيدون منها. لذلك أصبحوا يبحثون عن أفلام الخيال العلمي. ولماذا ابتعدت عن السينما؟ كل ما في الأمر أنّه لم تعرض عليّ أعمال مميزة. أبحث دوماً عن عمل سينمائي في مستوى الأعمال التلفزيونية التي قدمتها. وماذا عن جديدك في الفترة المقبلة؟ حالياً سآخذ فترة راحة طويلة مع ابنائي وأسرتي كوني انشغلت خلال الفترة الماضية وأحاول تعويضهم عن فترة غيابي.