أعزائي القراء، جاءتنى إحدى الأمهات من أسبوعين تشتكي من ظاهرة باتت تؤرق كثير من الأباء اليوم وهى التدخين المبكر للأطفال وجاءتني اليوم السيدة نوال تعرض نفس الشكوى من أن طفلها البالغ من العمر 13 عام يدخن منذ سنة، بل ويستخدم الأرجيلة ( الشيشة) من وراء والديه، فسألتها وهل والده يدخن ؟ قالت : نعم .... ومع الأسف يفعل ذلك أمام الأولاد ويستعمل الشيشة أكثر من خمس مرات فى اليوم ولكن الكارثة أن ابنى بدأ يقلد رغم معاقبتنا له عدة مرات فكيف أتعامل يا سيدى مع هذا الابن المدخن خاصة أننا نخشى أن يقلده بقية إخوانه ؟ أعزائي القراء: لقد دفعتنى هاتين الحالتين أن أنقل جوابي لتلك الأم لكل قارئ وقارئه على موقعنا لاننا نخشي أن تزيد تلك الظاهرة التي أعتقد أن سببها الرئيسى غالبا هما الأبوان وثانيا الأصدقاء أو أية عوامل أخرى .لذلك دعونا نتساءل : لماذا يدخن بعض الأطفال ؟ إن التصورات التي تغرس بنفوس بعض أطفالنا حول عادة التدخين هي اعتقادهم بأن التدخين من علامات الرجولة وصفة ملازمة لكل شاب ولكل رجل. وهذا الاعتقاد من دوام المشاهدة لهذا المنظر بالبيت من والديه واعمامه واخواله واحيانا إخوانه الكبار ، اضف غلى ذلك نزغات السوء من أصدقاء السوء وقد أشار المتخصصون في علم نفس الأطفال للأسباب التالية : 1- وجود مساحات من الفراغ لدى الطفل والمراهق 2- قد يتوهم الطفل أن التدخين هو من علامات الرجولة والبلوغ والاستقلالية 3- قد يشعر الطفل و المراهق بأنه لا تثبت رجولته إلا بممارسة عادة التدخين 4- تقليده لأحد أو كلا الوالدين ممن يدخنون ما أقصر وأنفع الطرق لإبعاد طفلك عن هذه العادة ؟ أولا : كن المثل الأعلى لطفلك فلا تدخن أو اقلع عن التدخين، يقول أحد الشعراء : وينشأ ناشيء الفتيان منا على ما كان عوده أبوه. ثانيا : تعريف الطفل بطريقة مبسطة وجذابة أضرار التدخين وليس بطريقة العنف أو الضرب أو الطرد كما يفعل بعض الوالدين . ثالثا: دفع الطفل لممارسة نشاطات رياضية مختلفة تبعده عن التفكير في التدخين. رابعا: كرهه نفسيا في رائحة التدخين بانزعاجك من رائحة الدخان والمدخنين بل ونقد الظاهرة وتكرار ذلك حتى يترسب بداخله كره تلك العادة. خامسا : أرجو منك ألا تسمح لأحد بالتدخين في منزلك ضيفا كان أو أحد الأقارب. نصيحة لكل أب مدخن: 1- عليك أن تعترف لطفلك بأن ما تقوم به هو خطأ وأنك تتمنى لو أنك لم تتعود تلك العادة. 2- عليك بالاقلاع عن التدخين واجعل من اكتشافك لتدخين أحد أولادك دافعا لتركك لهذه العادة الخبيثة. 3- ادفع ولدك للعبادات والطاعات في بيوت الله وتفقد دوما رائحة فمه وثيابه وشاركه صلاة الجماعة وقراءة القرآن وشجعه على استخدام السواك. اقرأي أيضا: قصة واقعية: خال يتحرش بابنة أخته عمارة برشلونة الاستثنائية