يشهد العالم هذا العام مرور مئة عام على اندلاع الحرب العالمية الأولى. إنها أولى الحروب التي غيرت وجه العالم المعاصر وأثرت في مجرى التاريخ الحديث. ويعتبر فيلم "عهد الشباب" Testament Of Youth من الأفلام التي ستخرج قريبا على المشاهد في صالة السينما، والتي تستعيد مجريات تلك الحرب عبر رواية قصة واحدة من أول النساء اللواتي كتبن حول الحرب وأصبحن صحافيات في ذلك الزمن. وقدمن بجراة شهادتهن حول ماحدث في تلك السنوات المرعبة. ينتمي الفيلم لنمط الأفلام التاريخية الروائية الطويلة ويدور حول قصة الكاتبة الطليعية فيرا برايتن التي تلعب دورها الممثلة البريطانية أليشيا فيكاندر. وليس هذا الفيلم الأول الذي يقدم حياة هذه الكاتبة والنسوية البريطانية، فقد قدمت حياتها في أفلام سينما من قبل. وتعتبر فيرا برايتن أولى النساء اللواتي التحقن بجامعة أوكسفورد للدراسة وتعلم فن الكتابة الصحافية والذي كان أمرا مستهجنا في ذلك الوقت. الفيلم مأخوذ عن المذكرات التي كتبتها برايتن وتحمل العنوان نفسه Testament Of Youth. وفيها تصف مجريات ما حدث لها ولعائلتها أثناء الحرب حيث تطوعت للعمل كممرضة. فقدت برايتن في الحرب العالمية الأولى أخيها واثنين من أصدقائها وخطيبها رولاند لايتون (يقوم بدروه في الفيلم الممثل البريطاني كت هارينغتون). يقدم فيلم "عهد الشباب" نوعا من رد الاعتبار لجيل الحرب العالمية الأولى المنسي من النساء اللواتي قدمن الكثير، وفتحن أولى الأبواب في العمل الصحافي والكتابة الأدبية لا سيما كتابة المذكرات. كما يحمل الفيلم حزن ذلك الجيل الضائع ويعيد تقديمه مسلطا الضوء من جديد على معنى الحرب والويلات التي تجلبها على الشباب. قد تدور أحداث الفيلم في العام 1914 ولكن ما تقدمه من دمار وآلام يعيشها البشر مازالت نفسها التي تعيشها الدول التي تشهد الحروب الآن. بهذا المعنى فإن الفيلم شهادة ليس فقط على الحرب العالمية الأولى المفجعة بل على كل حرب. شاهدي أولى المقاطع التي ظهرت للإعلان عن الفيلم: اقرأي أيضا: "دبلوماسية" يحدث في باريس الحرب العالمية الثانية غرف نوم ولا في الأحلام